المباهلات من كتب المسيح الموعود عليه السلام
صفحة 1 من اصل 1
المباهلات من كتب المسيح الموعود عليه السلام
المباهلات من كتب المسيح الموعود عليه السلام
ملخص ما قرأته في كتب المسيح الموعود عليه السلام عن المباهلات ما يلي: المباهلة لا تكون مع المخطئين في الفهم والجاهلين، بل مع الكاذبين. المباهلة لا تكون بين فرد ضد آخر، بل بين جماعتين يكون على رأس كل جماعة إمام أو مسؤول. المباهلة من طرفنا لا تكون إلا من الخليفة، ولا بد أن يسبقها إذن من الله، لأن المسيح الموعود عليه السلام أوقف المباهلات من طرفه، وأبقاها مفتوحة للخصوم وحدَّد لهم طريقة ذلك. لا يشترط أن يموت المباهل في سنة واحدة، بل أحيانا لا يشترط أن يموت بالمرة، لكن المهم هو ازدهار جماعتنا وفشل خصومنا.
وفيما يلي فقرات من كلام المسيح الموعود عليه السلام على هذا الملخّص:
1: المسيح الموعود عليه السلام يشترط العلم فيمن يريد المباهلة، فيقول حضرته داعيا ثناء الله الأمرتسري إلى المباهلة في قاديان: "وإن لم يرَ المجيء إلى قاديان مناسبا فالمباهلة ممكنة أيضا حيث أمتحنه أولا في ما كتبت في "حقيقة الوحي" من الأدلة إثباتا لصدقي، وستكون هناك عشرة أسئلة فقط سأطرحها عليه من أماكن مختلفة من الكتاب لأعلم فيما إذا كان قد قرأه بتدبر وتأن. فإذا جاء رده على الأسئلة منسجما مع ما ورد في الكتاب فستُنشر مباهلة خطية من قبل الفريقينِ. وإذا رضي فسأرسل له نسخة كتاب "حقيقة الوحي"، وهكذا سيُحسم النزاع الدائر بيننا. وسيكون له الخيار أن يطلب مني بعد استلام الكتاب مهلة أسبوع أو أسبوعين استعدادا للامتحان. (حقيقة الوحي)
لا ندعو إلى المباهلة المخطئين:
يقول المسيح الموعود عليه السلام: أما إذا كان المشايخ الذين يخالفوننا الرأي غير جاهزين للقبول مع كل ذلك، فلا ندعوهم إلى المباهلة لكونهم مخطئين، لأنه لو جازت المباهلة بين المسلمين بناء على خلافات داخلية لكانت النتيجة أن ينزل عليهم العذاب، ولأبيد المسلمون كلهم نهائيا سوى شخص معين كان خِلوًا من الأخطاء كليًّا. فما دام ليس ذلك في مشيئة الله فلا تجوز المباهلة بسبب الخلافات فقط. (إزالة أوهام)
ويقول عليه السلام: يتبين من القرآن الكريم أن كل واحد من الفريقين يجب أن يكون، في حالة المباهلة، على يقين أن خصمه كاذب، أيْ يُعرض عن الحق عمدا وليس مخطئا حتى يستطيع كل فريق أن يقول: لعنة الله على الكاذبين. إذا كان ميانْ عبد الحق يعتبرني كاذبا لقصور فهمه، لكنني لا اعتبره كاذبا بل أراه مخطئا ولا يجوز اللعن على مسلم مخطئ، فهل يجوز القول: لعنة الله على المخطئين بدلا من لعنة الله على الكاذبين؟ فليخبرني الآن أحد: أنّى لي أن ألعن في المباهلة على خصم يعارض الحق؟ إذا قلت: لعنة الله على الكاذبين فهذا ليس صحيحا، لأني لا أرى خصمي كاذبا، بل أعتبره مخطئا في التأويل إذ يصرف النصوص من ظاهرها إلى باطنها دون إقامة قرينة عليها، بينما الكذب هو أن يعارض الإنسان متعمدًا ما يستيقن به في قرارة قلبه.... فالكذب شيء والخطأ شيء آخر. يقول الله تعالى: لعنة الله على الكاذبين ولم يقل لعنة الله على المخطئين. لو كانت المباهلة والملاعنة مع المخطئ جائزة لكان بإمكان أصحاب جميع فِرق الإسلام الذين يخالف بعضهم بعضا بشدة أن يباهلوا ويتلاعنوا، ولكانت النتيجة أن ينمحي الإسلام من وجه الأرض. (إزالة أوهام)
2: لا بد من جماعة مقابل جماعة ولا تصح فردا مقابل فرد أو مقابل جماعة
يقول المسيح الموعود عليه السلام: ثم لا بد من وجود الجماعة أيضا في المباهلة، إذ إن القرآن الكريم ينص على ضرورة الجماعة لهذا الغرض. ولكن ميانْ عبد الحق لم يعلن إلى الآن أن معه جماعة بعدد كذا وكذا من مشاهير الإسلام بمن فيهم النساء والأبناء، وأنهم مستعدون للمباهلة. فكيف يمكن المباهلة ما لم تتحقق شروطها؟ ومن شروطها أيضا أن تُزال الشبهات أولا، إلا إذا لم يكن هناك أدنى تردد وشك في التكذيب. أما ميان عبد الحق فلا يدنو من المناظرة قط، بل هو متشبِّث بفكرة قديمة بأن المسيح عيسى بن مريم سينـزل من السماء. (إزالة أوهام)
وقد اشترط المسيح الموعود عليه السلام على عبد الحق الغزنوي عشرة في المباهلة ثم تنازل إلى ثلاثة، حيث يقول مخاطبا إياه:
وأمّا ما تدعوني متفرّدًا في المباهلة، فهذا دجلك وكيدك يا غُول البادية. ألا تعلم أيها الدجّال، والغوي البطّال، أن الشرط مني في المباهلة مجيئُ عشرة رجال، لملاعنة وابتهال، في حضرة مُعين الصادقين؟ فما قبلتَ شريطتي، وكان فيه نفعك لا منفعتي. ثم أردتُ أن أتمّ الحجّة عليك وعلى رهطك المتعصّبين، فرضيتُ بثلاثة من رجال عالمين، وخفّفتُ عليك وقنِعتُ يا عدوّ الأخيار، بأن تباهلني مع عبد الواحد وعبد الجبّار، وإنهما أكابر جماعتك وحرثاء زراعتك، وابنا شيخٍ أمين. ففررتَ فرار الظلام من النور، وولّيتَ دُبُر الكذب والزور، ودخلتَ الجُحر كالمتخوّفين. وما وَرَدَ على صاحبَيْك؟ إنهما فرّا وفقَآ عينَيْك، وما جاءاني كالمباهلين. وأيُّ خوف منعهما من المباهلة إنْ كانا يُكفّرانّي على وجه البصيرة؟ فأين ذهبا إن كانا من الصادقين؟ (حجة الله)
3: المباهلة لن نبدأ بها بعد اليوم، لكنها مفتوحة للأبد ليبدأ بها الطرف الآخر.
يقول المسيح الموعود عليه السلام: "ومن تلك الآيات ما امتد تأثيره إلى كل قوم وزمن وبلد، أقصد بها سلسلة المباهلات التي رأت الدنيا نماذجها. أما الآن، بعد مشاهدة قدر كبير منها، فقد ألغيت طريق المباهلة من جانبي. ولكن كل من يظنني كاذبا، ويراني خائنا ومفتريا ويكذَّبني في إعلاني بأني مسيح موعود، ويزعم أن الوحي النازل علي من الله - سبحانه وتعالى - إنما هو من افترائي - سواء كان مسلما أو هندوسيا أو من الآريا أو من أتباع أي دين آخر - فله الحق أن ينشر مباهلته الخطية معتبرا إياي خصما فيها. بمعنى أن ينشر إقراره أمام الله في بضع جرائد قائلا: أقول حلفا بالله أني على بصيرة كاملة بأن هذا الشخص (هنا يكتب اسمي بصراحة) الذي يعلن كونه المسيح الموعود كذّابٌ في الحقيقة. وهذه الإلهامات التي كتب بعضها في كتابه هذا ليست كلام الله بل كلها من افترائه هو، لذا فإنني أعتبره مفتريا وكذابا ودجالاً ببصيرة كاملة وبيقين كامل وبعد التأمل جيدا. فيا إلهي القادر إذا كان هذا الشخص صادقا عندك وليس كذابا أو مفتريا أو كافرا أو ملحدا فأنزلْ عليَّ بسبب التكذيب والإساءة عذابا شديدا وإلا فأنزِل العذاب عليه، آمين.
فهذا الباب مفتوح للجميع من أجل طلب آية جديدة، وإنني أقرّ بأن الذي يباهلني حالفا بالله بصراحة - بعد دعاء المباهلة الذي يجب نشره على الملأ وفي ثلاث جرائد معروفة على الأقل - لو أمِن من العذاب السماوي لما كنت من الله. ولا حاجة لتحديد المدة في هذه المباهلة. والشرط الوحيد هو أن ينزل أمر تشعر به القلوب. والآن أسجل فيما يلي بعض الإلهامات الإلهية. والهدف من تسجيلها أنه يجب على المباهل أن يكتب حالفا بالله إلهاماتي هذه كلها في مضمون مباهلته (التي يجب أن ينشرها) ثم يسجل إقراره أيضا أن هذه الإلهامات كلها من افتراء الإنسان وليست كلام الله. وليكتب أيضا أني قرأت هذه الإلهامات كلها بتأمل وأقول حالفا بالله إنها افتراء الإنسان، أي افتراء هذا الشخص ولم ينـزل عليه إلهام من الله قط. (حقيقة الوحي)
4: المباهلة تقتضي النصرة الإلهية ولا يشترط فيها هلاك الطرف الآخر، بل يمكن أن يعيش ليرى فشل مباهلته بأم عينيه:
المباهلة التي عُقدت مع عبد الحق الغزنوي في أمْرِتْسَر، ومضى عليها أحد عشر عاما، وهي أيضا آية من الله. لقد أصر عبد الحق كثيرا على المباهلة غير أنني كنت أتردد في مباهلته، لأن الذي ينسب نفسه إليه تلميذًا له، أي المولوي المرحوم عبد الله الغزنوي، كان رجلا صالحا في رأيي............ على أية حال، بعد إصرار شديد من عبد الحق كتبت إليه أني لا أريد مباهلة ناطقٍ بالشهادة. فكتب في الجواب: ما دمنا قد أصدرنا فتوى التكفير ضدك وأصبحنا كافرين عندك فما الحرج في المباهلة؟
فقصارى القول: أتيتُ إلى أمْرِتْسَر للمباهلة بعد إصرار شديد منه. ولما كنت أحب المولوي المرحوم عبد الله من الأعماق وكنت أعدُّه كإرهاص لمنصبي كما ظهر يحيى قبل عيسى عليهما السلام، فما رغب قلبي في الدعاء على عبد الحق بل رأيته جديرا بالرحم لأنه لم يعرف إلى من يسيء. وكان يظهر غيرة على الإسلام حسب زعمه، ولم يكن يعرف ما أراده الله في تأييد الإسلام.
على أية حال، قد قال في المباهلة ما شاء، أما دعائي فقد أرجعته إلى شخصي أنا؛ فظللت أتضرع في حضرة الله أن أُهلَك كالكاذبين إن كنت كاذبا. وإذا كنت صادقا فأرجو من الله أن يؤيدني وينصرني. وقد مضى على هذه المباهلة أحد عشر عاما. ولا يمكنني أن أبين في هذا الكتيب الوجيز ما تلقيته من النصرة والعون من الله بعدها. ولا يخفى على أحد أنه حين عقِدت المباهلة كان معي بضعة أشخاص فقط يُعَدُّون على الأصابع، أما الآن فقد ازداد عدد الذين بايعوني على ثلاث مئة ألف مبايع، وكنت سابقا أواجه صعوبة مالية، فما كنت أتلقى حتى عشرين روبية شهريا فكنت أضطر للاقتراض. أما الآن فقد وصل الدخل من كافة فروع الجماعة إلى ثلاثة آلاف روبية شهريا تقريبا. لقد أرى الله تعالى بعدها آيات قوية وعظيمة، وكل من بارزني هلك في النهاية. كما تتبين من النظر إلى هذه الآيات التي كتبتها عيّنةً فقط كيفية نصرة الله تعالى لي. إذا كان عند أحد مسحة من الحياء أو العدل فتكفيه هذه الآيات لتصديقي...................إن كتبي التي ألّفتها بعد مباهلة عبد الحق تزخر بذكر الإلهامات المبشرة بالتأييد والنصرة الإلهية التي تلقيتها بعد مباهلته، وكيفية تحققها بعظمة وجلال، فمن شاء فليقرأها ولا حاجة لي لإعادة ذكرها.
فأقول باختصار بأني بدأت أتلقى الإلهامات المبشرة بالتأييد والنصرة الإلهية بمجرد عودتي إلى بيتي بعد المباهلة. وقد بشرني الله تعالى بشارات متتالية وقال مخاطبا إياي ما مفاده: سأرزقك إكراما عظيما في الدنيا، وسأجعل منك جماعة كبيرة، وسأري لك آيات عظمية، وسأفتح عليك باب البركات كلها. ونتيجةً لهذه النبوءات دخل في جماعتي مئات الآلاف من الناس وهم جاهزون للتضحية بنفوسهم في هذا السبيل، وقد جاءني أكثر من مئتَي ألف روبية منذ ذلك الحين، كما جاءت الهدايا من كل جانب بحيث لو جُمعتْ لامتلأت بها غُرف عديدة. رفع المعارضون ضدي قضايا زائفة وأرادوا أن يهلكوني ولكن اسوَدّت وجوههم جميعا، أما أنا فنلت العزة في كل قضية في نهاية المطاف، وما كان نصيبهم إلا الخيبة. وقد رُزقتُ بثلاثة بنين بعد المباهلة وأذاع الله صيتي في الدنيا بالعزة والإكرام فدخل جماعتي ألوف من الناس المحترمين. اعلموا أن كل مَن كان لديه إلمام بمدى عزتي وعدد أفراد جماعتي، وبمدخولي وبأولادي قبل المباهلة، وما نلت من التقدم والازدهار بعدها لا بد له من الاعتراف - مهما كان عدوا لدودا - أن الله تعالى شهد على صدقي بإعطائي بركة تلو بركة بعد المباهلة. ويجب أن يُسأل عبد الحق أيضا ما هي البركة التي نالها بعد المباهلة. أقول صدقا وحقا إنها لمعجزة واضحة يمكن أن يراها الأعمى أيضا ولكن الأسف كل الأسف على الذين هم في الليل مبصرون وفي النهار يعمون. لا تزال أمطار من البركات تنزل عليَّ منذ يوم المباهلة، كما خاطبني الله وقال: سأمطرُ لك من السماء وأخرجُ من الأرض. وكذلك عاملني وأعطاني من النعم وأظهر لي من الآيات ما لا أستطيع إحصاءه. ووهب لي عزة بحيث يسقط على قدميّ مئات الألوف من الناس (حقيقة الوحي)
ولم يستطع الحيلولة دون ولادة ابني الموعود بل رُزقت بثلاثة أبناء بدلا من ابن واحد. أما عبد الحق فلم يولَد له في بيته إلى اليوم بعد المباهلة رغم مرور 12 عاما. والواضح أن انقطاع نسله بعد المباهلة وعدم ولادة ذرية له مع مرور 12 عاما وكونه أبتر إنما هو دليل على غضب الله عليه بل يعدلُ الموت. كما يقول الله تعالى: "إن شانئك هو الأبتر".
اعلموا أنه لم يولَد في بيت عبد الحق ابن قط بعد كلامه المسيء، بل بقي أبترَ بلا ولد ومحروما من كل بركة، بل مات أخوه أيضا. فبدلا من ولادة ابن له بعد المباهلة وصل أخوه العزيز عليه إلى دار الفناء. (حقيقة الوحي)
يعدد المسيح الموعود عليه السلام ما نال من إكرام بعد المباهلة، فيقول:
فقد نلنا هذا الإكرام والقبول كله بعد المباهلة، فليخبرني الآن أحد من المشايخ ما هو الإكرام الذي ناله عبد الحق بعدها، وأي قبول لقيه بين الناس وما هي أبواب الفتوحات التي فُتحت عليه؟ وما هي خلعة الفضل العلمي التي أُلبس بعد المباهلة.
... هذه هي البركات العشرة للمباهلة التي كتبتُها، وما أخبثهم الذين يعتبرون المباهلة دون تأثير. فعليهم أن يتدبروا ويفكروا في هذه العشرة الكاملة." (أنجام آتهم، الخزائن الروحانية ج 11 ص 309-317)
موت المباهل في سنة واحدة ليس شرطا، لكن لا بد من آية عقاب في غضون سنة:
"أيّها الناس، إني مُحقّ صادق في ادّعائي، فإياكم ومِرائي، وإن كنتم لا تقبلون قولي، ولا تخافون صولي، ولا تُهصَرون إلى الهداية، ولا تنتهون من الغواية، فَتَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَّعْنَة اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ، ونستفتحْ فيما وقع بيننا، ليُقضى الأمر، ويظهر الحق، وينجو عباد الله من قوم كاذبين. وإني أحضر بِرازَ المباهلة، مع كتاب فيه إلهاماتي من حضرة العزّة، فآخذ الكتاب بيد التواضع والانكسار، وأدعو الله ربَّ العزّة والاقتدار، وأقول:
يا ربّ، إن كنتَ تعلم أن كتابي هذا مملوٌّ من المفتريات، وليس هذا إلهامك وكلامك ومخاطباتك من العنايات، فتَوَفَّني إلى سنةٍ، وعذِّبني بعذابٍ ما عذّبتَ به أحدًا من الكائنات، وأهلِكْني كما تُهلِك المفترين الكاذبين بأنواع العقوبات، لينجو الأُمّةُ مِن فتنتي وليتبيّن ذلّتي على المخلوقات.
ربِّ، وإن كنتَ تعلم أن هذه الكلمات كلماتك ومن الإلهامات، ولستُ بكاذبٍ عندك بل أنت بعثتَني عند ظهور الفتن والبدعات، فعذِّبِ الذين كفّروني وكذّبوني ثم حضروا اليوم للمباهلة، ولا تُغادِرْ منهم نفسًا سالمةً إلى السنة الآتية، وسلِّطْ على بعضهم الجُذام، وعلى البعض الآلام، وأنزِلْ على أبصار بعضهم بلاءً، وسلّط على البعض صرعًا وفالِجًا واستسقاءً، أو داءً آخر وتَوَفَّهم معذَّبين. وابْتَلِ بعضهم بموت الأبناء والأحفاد والأَخْتان، والأزواج والأحباب والإخوان، (لا يشترط أن يموت المباهل، بل يمكن أن يعاقب عقوبة أخرى كما بين حضرته) وعليكم أن تقولوا آمين.
فإنْ يبق أحد منكم سالمًا إلى سَنةٍ فأُقِرّ بأني كاذب وأجيئكم بعجزٍ وتوبة، وأحرق كتبي وأشيع هذا الأمر بخلوص نيّة، وأحسب أنكم من الصادقين." (مكتوب أحمد، ص 50-51)
لا يشترط في المباهلة أن تنصّ على عقوبة أصلا:
وفي الإعلان التالي الذي نشره المسيح الموعود عليه السلام عام 1893 يتبين ذلك، فقد نشر حضرته عليه السلام إعلانا بعنوان: "حرب الدكتور القس كلارك المقدسة وإعلاننا تحدّيه"، ذكر فيه حضرته عليه السلام أنه بعد المناظرة التي ستستمر أياما فإنه يدعو إلى المباهلة والتي تكون كما يلي: أن يطلب كل فريق آيةً من الله تتحقق خلال سنة، بحيث تكون لافتة وواضحة وخارقة، ولا يمكن أن يخالفها الفريق الآخر، فإذا ظهرت هذه الآية عند فريق، فعلى الفريق الآخر أن يترك دينه ويقبل الدين الآخر، ويعطي نصف عقاراته لخدمة الدين.
ثم أجاب المسيح الموعود عليه السلام على سؤال: إذا لم تظهر خلال سنة كاملة أي آية مِن أي مِن الفريقين، فماذا؟ فقال: في هذه الحالة أنا المغلوب، وسوف أتعرض لتلك العقوبة، لأنني مأمور من الله، وبُشِّرت بالغلبة، فإذا جاء أحد المسيحيين أمامي وأظهر آية أو لم أستطع إظهار الآية خلال السنة فإنني على الباطل. (حجة الإسلام)
هاني طاهر 17-4-2011
ملخص ما قرأته في كتب المسيح الموعود عليه السلام عن المباهلات ما يلي: المباهلة لا تكون مع المخطئين في الفهم والجاهلين، بل مع الكاذبين. المباهلة لا تكون بين فرد ضد آخر، بل بين جماعتين يكون على رأس كل جماعة إمام أو مسؤول. المباهلة من طرفنا لا تكون إلا من الخليفة، ولا بد أن يسبقها إذن من الله، لأن المسيح الموعود عليه السلام أوقف المباهلات من طرفه، وأبقاها مفتوحة للخصوم وحدَّد لهم طريقة ذلك. لا يشترط أن يموت المباهل في سنة واحدة، بل أحيانا لا يشترط أن يموت بالمرة، لكن المهم هو ازدهار جماعتنا وفشل خصومنا.
وفيما يلي فقرات من كلام المسيح الموعود عليه السلام على هذا الملخّص:
1: المسيح الموعود عليه السلام يشترط العلم فيمن يريد المباهلة، فيقول حضرته داعيا ثناء الله الأمرتسري إلى المباهلة في قاديان: "وإن لم يرَ المجيء إلى قاديان مناسبا فالمباهلة ممكنة أيضا حيث أمتحنه أولا في ما كتبت في "حقيقة الوحي" من الأدلة إثباتا لصدقي، وستكون هناك عشرة أسئلة فقط سأطرحها عليه من أماكن مختلفة من الكتاب لأعلم فيما إذا كان قد قرأه بتدبر وتأن. فإذا جاء رده على الأسئلة منسجما مع ما ورد في الكتاب فستُنشر مباهلة خطية من قبل الفريقينِ. وإذا رضي فسأرسل له نسخة كتاب "حقيقة الوحي"، وهكذا سيُحسم النزاع الدائر بيننا. وسيكون له الخيار أن يطلب مني بعد استلام الكتاب مهلة أسبوع أو أسبوعين استعدادا للامتحان. (حقيقة الوحي)
لا ندعو إلى المباهلة المخطئين:
يقول المسيح الموعود عليه السلام: أما إذا كان المشايخ الذين يخالفوننا الرأي غير جاهزين للقبول مع كل ذلك، فلا ندعوهم إلى المباهلة لكونهم مخطئين، لأنه لو جازت المباهلة بين المسلمين بناء على خلافات داخلية لكانت النتيجة أن ينزل عليهم العذاب، ولأبيد المسلمون كلهم نهائيا سوى شخص معين كان خِلوًا من الأخطاء كليًّا. فما دام ليس ذلك في مشيئة الله فلا تجوز المباهلة بسبب الخلافات فقط. (إزالة أوهام)
ويقول عليه السلام: يتبين من القرآن الكريم أن كل واحد من الفريقين يجب أن يكون، في حالة المباهلة، على يقين أن خصمه كاذب، أيْ يُعرض عن الحق عمدا وليس مخطئا حتى يستطيع كل فريق أن يقول: لعنة الله على الكاذبين. إذا كان ميانْ عبد الحق يعتبرني كاذبا لقصور فهمه، لكنني لا اعتبره كاذبا بل أراه مخطئا ولا يجوز اللعن على مسلم مخطئ، فهل يجوز القول: لعنة الله على المخطئين بدلا من لعنة الله على الكاذبين؟ فليخبرني الآن أحد: أنّى لي أن ألعن في المباهلة على خصم يعارض الحق؟ إذا قلت: لعنة الله على الكاذبين فهذا ليس صحيحا، لأني لا أرى خصمي كاذبا، بل أعتبره مخطئا في التأويل إذ يصرف النصوص من ظاهرها إلى باطنها دون إقامة قرينة عليها، بينما الكذب هو أن يعارض الإنسان متعمدًا ما يستيقن به في قرارة قلبه.... فالكذب شيء والخطأ شيء آخر. يقول الله تعالى: لعنة الله على الكاذبين ولم يقل لعنة الله على المخطئين. لو كانت المباهلة والملاعنة مع المخطئ جائزة لكان بإمكان أصحاب جميع فِرق الإسلام الذين يخالف بعضهم بعضا بشدة أن يباهلوا ويتلاعنوا، ولكانت النتيجة أن ينمحي الإسلام من وجه الأرض. (إزالة أوهام)
2: لا بد من جماعة مقابل جماعة ولا تصح فردا مقابل فرد أو مقابل جماعة
يقول المسيح الموعود عليه السلام: ثم لا بد من وجود الجماعة أيضا في المباهلة، إذ إن القرآن الكريم ينص على ضرورة الجماعة لهذا الغرض. ولكن ميانْ عبد الحق لم يعلن إلى الآن أن معه جماعة بعدد كذا وكذا من مشاهير الإسلام بمن فيهم النساء والأبناء، وأنهم مستعدون للمباهلة. فكيف يمكن المباهلة ما لم تتحقق شروطها؟ ومن شروطها أيضا أن تُزال الشبهات أولا، إلا إذا لم يكن هناك أدنى تردد وشك في التكذيب. أما ميان عبد الحق فلا يدنو من المناظرة قط، بل هو متشبِّث بفكرة قديمة بأن المسيح عيسى بن مريم سينـزل من السماء. (إزالة أوهام)
وقد اشترط المسيح الموعود عليه السلام على عبد الحق الغزنوي عشرة في المباهلة ثم تنازل إلى ثلاثة، حيث يقول مخاطبا إياه:
وأمّا ما تدعوني متفرّدًا في المباهلة، فهذا دجلك وكيدك يا غُول البادية. ألا تعلم أيها الدجّال، والغوي البطّال، أن الشرط مني في المباهلة مجيئُ عشرة رجال، لملاعنة وابتهال، في حضرة مُعين الصادقين؟ فما قبلتَ شريطتي، وكان فيه نفعك لا منفعتي. ثم أردتُ أن أتمّ الحجّة عليك وعلى رهطك المتعصّبين، فرضيتُ بثلاثة من رجال عالمين، وخفّفتُ عليك وقنِعتُ يا عدوّ الأخيار، بأن تباهلني مع عبد الواحد وعبد الجبّار، وإنهما أكابر جماعتك وحرثاء زراعتك، وابنا شيخٍ أمين. ففررتَ فرار الظلام من النور، وولّيتَ دُبُر الكذب والزور، ودخلتَ الجُحر كالمتخوّفين. وما وَرَدَ على صاحبَيْك؟ إنهما فرّا وفقَآ عينَيْك، وما جاءاني كالمباهلين. وأيُّ خوف منعهما من المباهلة إنْ كانا يُكفّرانّي على وجه البصيرة؟ فأين ذهبا إن كانا من الصادقين؟ (حجة الله)
3: المباهلة لن نبدأ بها بعد اليوم، لكنها مفتوحة للأبد ليبدأ بها الطرف الآخر.
يقول المسيح الموعود عليه السلام: "ومن تلك الآيات ما امتد تأثيره إلى كل قوم وزمن وبلد، أقصد بها سلسلة المباهلات التي رأت الدنيا نماذجها. أما الآن، بعد مشاهدة قدر كبير منها، فقد ألغيت طريق المباهلة من جانبي. ولكن كل من يظنني كاذبا، ويراني خائنا ومفتريا ويكذَّبني في إعلاني بأني مسيح موعود، ويزعم أن الوحي النازل علي من الله - سبحانه وتعالى - إنما هو من افترائي - سواء كان مسلما أو هندوسيا أو من الآريا أو من أتباع أي دين آخر - فله الحق أن ينشر مباهلته الخطية معتبرا إياي خصما فيها. بمعنى أن ينشر إقراره أمام الله في بضع جرائد قائلا: أقول حلفا بالله أني على بصيرة كاملة بأن هذا الشخص (هنا يكتب اسمي بصراحة) الذي يعلن كونه المسيح الموعود كذّابٌ في الحقيقة. وهذه الإلهامات التي كتب بعضها في كتابه هذا ليست كلام الله بل كلها من افترائه هو، لذا فإنني أعتبره مفتريا وكذابا ودجالاً ببصيرة كاملة وبيقين كامل وبعد التأمل جيدا. فيا إلهي القادر إذا كان هذا الشخص صادقا عندك وليس كذابا أو مفتريا أو كافرا أو ملحدا فأنزلْ عليَّ بسبب التكذيب والإساءة عذابا شديدا وإلا فأنزِل العذاب عليه، آمين.
فهذا الباب مفتوح للجميع من أجل طلب آية جديدة، وإنني أقرّ بأن الذي يباهلني حالفا بالله بصراحة - بعد دعاء المباهلة الذي يجب نشره على الملأ وفي ثلاث جرائد معروفة على الأقل - لو أمِن من العذاب السماوي لما كنت من الله. ولا حاجة لتحديد المدة في هذه المباهلة. والشرط الوحيد هو أن ينزل أمر تشعر به القلوب. والآن أسجل فيما يلي بعض الإلهامات الإلهية. والهدف من تسجيلها أنه يجب على المباهل أن يكتب حالفا بالله إلهاماتي هذه كلها في مضمون مباهلته (التي يجب أن ينشرها) ثم يسجل إقراره أيضا أن هذه الإلهامات كلها من افتراء الإنسان وليست كلام الله. وليكتب أيضا أني قرأت هذه الإلهامات كلها بتأمل وأقول حالفا بالله إنها افتراء الإنسان، أي افتراء هذا الشخص ولم ينـزل عليه إلهام من الله قط. (حقيقة الوحي)
4: المباهلة تقتضي النصرة الإلهية ولا يشترط فيها هلاك الطرف الآخر، بل يمكن أن يعيش ليرى فشل مباهلته بأم عينيه:
المباهلة التي عُقدت مع عبد الحق الغزنوي في أمْرِتْسَر، ومضى عليها أحد عشر عاما، وهي أيضا آية من الله. لقد أصر عبد الحق كثيرا على المباهلة غير أنني كنت أتردد في مباهلته، لأن الذي ينسب نفسه إليه تلميذًا له، أي المولوي المرحوم عبد الله الغزنوي، كان رجلا صالحا في رأيي............ على أية حال، بعد إصرار شديد من عبد الحق كتبت إليه أني لا أريد مباهلة ناطقٍ بالشهادة. فكتب في الجواب: ما دمنا قد أصدرنا فتوى التكفير ضدك وأصبحنا كافرين عندك فما الحرج في المباهلة؟
فقصارى القول: أتيتُ إلى أمْرِتْسَر للمباهلة بعد إصرار شديد منه. ولما كنت أحب المولوي المرحوم عبد الله من الأعماق وكنت أعدُّه كإرهاص لمنصبي كما ظهر يحيى قبل عيسى عليهما السلام، فما رغب قلبي في الدعاء على عبد الحق بل رأيته جديرا بالرحم لأنه لم يعرف إلى من يسيء. وكان يظهر غيرة على الإسلام حسب زعمه، ولم يكن يعرف ما أراده الله في تأييد الإسلام.
على أية حال، قد قال في المباهلة ما شاء، أما دعائي فقد أرجعته إلى شخصي أنا؛ فظللت أتضرع في حضرة الله أن أُهلَك كالكاذبين إن كنت كاذبا. وإذا كنت صادقا فأرجو من الله أن يؤيدني وينصرني. وقد مضى على هذه المباهلة أحد عشر عاما. ولا يمكنني أن أبين في هذا الكتيب الوجيز ما تلقيته من النصرة والعون من الله بعدها. ولا يخفى على أحد أنه حين عقِدت المباهلة كان معي بضعة أشخاص فقط يُعَدُّون على الأصابع، أما الآن فقد ازداد عدد الذين بايعوني على ثلاث مئة ألف مبايع، وكنت سابقا أواجه صعوبة مالية، فما كنت أتلقى حتى عشرين روبية شهريا فكنت أضطر للاقتراض. أما الآن فقد وصل الدخل من كافة فروع الجماعة إلى ثلاثة آلاف روبية شهريا تقريبا. لقد أرى الله تعالى بعدها آيات قوية وعظيمة، وكل من بارزني هلك في النهاية. كما تتبين من النظر إلى هذه الآيات التي كتبتها عيّنةً فقط كيفية نصرة الله تعالى لي. إذا كان عند أحد مسحة من الحياء أو العدل فتكفيه هذه الآيات لتصديقي...................إن كتبي التي ألّفتها بعد مباهلة عبد الحق تزخر بذكر الإلهامات المبشرة بالتأييد والنصرة الإلهية التي تلقيتها بعد مباهلته، وكيفية تحققها بعظمة وجلال، فمن شاء فليقرأها ولا حاجة لي لإعادة ذكرها.
فأقول باختصار بأني بدأت أتلقى الإلهامات المبشرة بالتأييد والنصرة الإلهية بمجرد عودتي إلى بيتي بعد المباهلة. وقد بشرني الله تعالى بشارات متتالية وقال مخاطبا إياي ما مفاده: سأرزقك إكراما عظيما في الدنيا، وسأجعل منك جماعة كبيرة، وسأري لك آيات عظمية، وسأفتح عليك باب البركات كلها. ونتيجةً لهذه النبوءات دخل في جماعتي مئات الآلاف من الناس وهم جاهزون للتضحية بنفوسهم في هذا السبيل، وقد جاءني أكثر من مئتَي ألف روبية منذ ذلك الحين، كما جاءت الهدايا من كل جانب بحيث لو جُمعتْ لامتلأت بها غُرف عديدة. رفع المعارضون ضدي قضايا زائفة وأرادوا أن يهلكوني ولكن اسوَدّت وجوههم جميعا، أما أنا فنلت العزة في كل قضية في نهاية المطاف، وما كان نصيبهم إلا الخيبة. وقد رُزقتُ بثلاثة بنين بعد المباهلة وأذاع الله صيتي في الدنيا بالعزة والإكرام فدخل جماعتي ألوف من الناس المحترمين. اعلموا أن كل مَن كان لديه إلمام بمدى عزتي وعدد أفراد جماعتي، وبمدخولي وبأولادي قبل المباهلة، وما نلت من التقدم والازدهار بعدها لا بد له من الاعتراف - مهما كان عدوا لدودا - أن الله تعالى شهد على صدقي بإعطائي بركة تلو بركة بعد المباهلة. ويجب أن يُسأل عبد الحق أيضا ما هي البركة التي نالها بعد المباهلة. أقول صدقا وحقا إنها لمعجزة واضحة يمكن أن يراها الأعمى أيضا ولكن الأسف كل الأسف على الذين هم في الليل مبصرون وفي النهار يعمون. لا تزال أمطار من البركات تنزل عليَّ منذ يوم المباهلة، كما خاطبني الله وقال: سأمطرُ لك من السماء وأخرجُ من الأرض. وكذلك عاملني وأعطاني من النعم وأظهر لي من الآيات ما لا أستطيع إحصاءه. ووهب لي عزة بحيث يسقط على قدميّ مئات الألوف من الناس (حقيقة الوحي)
ولم يستطع الحيلولة دون ولادة ابني الموعود بل رُزقت بثلاثة أبناء بدلا من ابن واحد. أما عبد الحق فلم يولَد له في بيته إلى اليوم بعد المباهلة رغم مرور 12 عاما. والواضح أن انقطاع نسله بعد المباهلة وعدم ولادة ذرية له مع مرور 12 عاما وكونه أبتر إنما هو دليل على غضب الله عليه بل يعدلُ الموت. كما يقول الله تعالى: "إن شانئك هو الأبتر".
اعلموا أنه لم يولَد في بيت عبد الحق ابن قط بعد كلامه المسيء، بل بقي أبترَ بلا ولد ومحروما من كل بركة، بل مات أخوه أيضا. فبدلا من ولادة ابن له بعد المباهلة وصل أخوه العزيز عليه إلى دار الفناء. (حقيقة الوحي)
يعدد المسيح الموعود عليه السلام ما نال من إكرام بعد المباهلة، فيقول:
فقد نلنا هذا الإكرام والقبول كله بعد المباهلة، فليخبرني الآن أحد من المشايخ ما هو الإكرام الذي ناله عبد الحق بعدها، وأي قبول لقيه بين الناس وما هي أبواب الفتوحات التي فُتحت عليه؟ وما هي خلعة الفضل العلمي التي أُلبس بعد المباهلة.
... هذه هي البركات العشرة للمباهلة التي كتبتُها، وما أخبثهم الذين يعتبرون المباهلة دون تأثير. فعليهم أن يتدبروا ويفكروا في هذه العشرة الكاملة." (أنجام آتهم، الخزائن الروحانية ج 11 ص 309-317)
موت المباهل في سنة واحدة ليس شرطا، لكن لا بد من آية عقاب في غضون سنة:
"أيّها الناس، إني مُحقّ صادق في ادّعائي، فإياكم ومِرائي، وإن كنتم لا تقبلون قولي، ولا تخافون صولي، ولا تُهصَرون إلى الهداية، ولا تنتهون من الغواية، فَتَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَّعْنَة اللهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ، ونستفتحْ فيما وقع بيننا، ليُقضى الأمر، ويظهر الحق، وينجو عباد الله من قوم كاذبين. وإني أحضر بِرازَ المباهلة، مع كتاب فيه إلهاماتي من حضرة العزّة، فآخذ الكتاب بيد التواضع والانكسار، وأدعو الله ربَّ العزّة والاقتدار، وأقول:
يا ربّ، إن كنتَ تعلم أن كتابي هذا مملوٌّ من المفتريات، وليس هذا إلهامك وكلامك ومخاطباتك من العنايات، فتَوَفَّني إلى سنةٍ، وعذِّبني بعذابٍ ما عذّبتَ به أحدًا من الكائنات، وأهلِكْني كما تُهلِك المفترين الكاذبين بأنواع العقوبات، لينجو الأُمّةُ مِن فتنتي وليتبيّن ذلّتي على المخلوقات.
ربِّ، وإن كنتَ تعلم أن هذه الكلمات كلماتك ومن الإلهامات، ولستُ بكاذبٍ عندك بل أنت بعثتَني عند ظهور الفتن والبدعات، فعذِّبِ الذين كفّروني وكذّبوني ثم حضروا اليوم للمباهلة، ولا تُغادِرْ منهم نفسًا سالمةً إلى السنة الآتية، وسلِّطْ على بعضهم الجُذام، وعلى البعض الآلام، وأنزِلْ على أبصار بعضهم بلاءً، وسلّط على البعض صرعًا وفالِجًا واستسقاءً، أو داءً آخر وتَوَفَّهم معذَّبين. وابْتَلِ بعضهم بموت الأبناء والأحفاد والأَخْتان، والأزواج والأحباب والإخوان، (لا يشترط أن يموت المباهل، بل يمكن أن يعاقب عقوبة أخرى كما بين حضرته) وعليكم أن تقولوا آمين.
فإنْ يبق أحد منكم سالمًا إلى سَنةٍ فأُقِرّ بأني كاذب وأجيئكم بعجزٍ وتوبة، وأحرق كتبي وأشيع هذا الأمر بخلوص نيّة، وأحسب أنكم من الصادقين." (مكتوب أحمد، ص 50-51)
لا يشترط في المباهلة أن تنصّ على عقوبة أصلا:
وفي الإعلان التالي الذي نشره المسيح الموعود عليه السلام عام 1893 يتبين ذلك، فقد نشر حضرته عليه السلام إعلانا بعنوان: "حرب الدكتور القس كلارك المقدسة وإعلاننا تحدّيه"، ذكر فيه حضرته عليه السلام أنه بعد المناظرة التي ستستمر أياما فإنه يدعو إلى المباهلة والتي تكون كما يلي: أن يطلب كل فريق آيةً من الله تتحقق خلال سنة، بحيث تكون لافتة وواضحة وخارقة، ولا يمكن أن يخالفها الفريق الآخر، فإذا ظهرت هذه الآية عند فريق، فعلى الفريق الآخر أن يترك دينه ويقبل الدين الآخر، ويعطي نصف عقاراته لخدمة الدين.
ثم أجاب المسيح الموعود عليه السلام على سؤال: إذا لم تظهر خلال سنة كاملة أي آية مِن أي مِن الفريقين، فماذا؟ فقال: في هذه الحالة أنا المغلوب، وسوف أتعرض لتلك العقوبة، لأنني مأمور من الله، وبُشِّرت بالغلبة، فإذا جاء أحد المسيحيين أمامي وأظهر آية أو لم أستطع إظهار الآية خلال السنة فإنني على الباطل. (حجة الإسلام)
هاني طاهر 17-4-2011
مواضيع مماثلة
» جذور تأليه المسيح عليه السلام
» نقض شبهات حياة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام
» لماذا سمي المسيح الموعود "ابن مريم" في الأحاديث
» أول قصيدة كتبها عليه السلام باللغة العربية
» شهادات في عظيم منزلة مسيح الامة و مهديها عليه الصلاة و السلام :
» نقض شبهات حياة المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام
» لماذا سمي المسيح الموعود "ابن مريم" في الأحاديث
» أول قصيدة كتبها عليه السلام باللغة العربية
» شهادات في عظيم منزلة مسيح الامة و مهديها عليه الصلاة و السلام :
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى