الالحاد بين هشاشة الموروث وقوة الاسلام 8
صفحة 1 من اصل 1
الالحاد بين هشاشة الموروث وقوة الاسلام 8
متابعة المبحث الثاني
النقطة الثالثة
بعض غزوات الرسول
اولا احب ان اوضح انني هنا ساتناول بعضا من غزوات الرسول صلي الله عليه وسلم . لايضاح انها لم تكن حروبا قد شنها الرسول الكريم طلبا للجهاد . بل كانت جميعها دفاعا عن النفس . وفقط للدفاع عن النفس . وكل ما ساتناوله في هذه النقطة سيكون نقلا عن كتاب المصلح الموعود رضي الله عنه . وسيكون هذا النقل حرفيا مع قليل من التصرف ان اقتضي الامر .
جاء في كتاب حياة محمد صلي الله عليه وسلم للمصلح الموعود ميرزا بشير الدين محمود احمد قبل خوضه في غزوات الرسول صلي الله عليه وسلم نقطة هامة لابد من تناولها هنا بنصها . اذ يقول :-
* تعاليم اليهودية والمسيحية عن الحرب .
هل يجوز القتال من اجل الدين ؟
ويجيب حضرته قائلا ان التعاليم الدينية عن الحرب تتخذ صورا شتي . فنجد في الكتاب المقدس ( العهد القديم ) نصوصا مجهدة وقاسية جدا علي مرهفي الحس . وذوي القلوب الرحيمة .. وسنتناولها علي سبيل المثال لا الحصر . اعود واؤكد قبل عرض النصوص والتعليق عليها ان الكلام دائما ابدا في النقطة الثالثة سيكون لحضرة ميرزا بشير الدين محمود احمد الخليفة الثاني للامام المهدي عليه السلام . ولكن بتصرف اي قد تتم الاضافة ولا يتم حذف .
جاء في العهد القديم ( واخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد وامرهم في اتون الاّجر وهكذا صنع بجميع مدن عمون ثم رجع داود وجميع الشعب الي اورشليم )صموئيل الثاني 12-13 . لا تعليق .
كما جاء فيه (وامسك اجاج ملك عماليق حيا وحرم جميع الشعب بحد السيف . وعفا شاول والشعب عن اجاج وعن خيار الغنم والبقر والثنيان والخراف وعن كل الجيد ولم يرضوا ان يحرّموها وكل الاموال المحتقرة والمهزولة حرموها . وكان كلام الرب الي صموئيل قائلا :- ندمت علي اني جعلت شاول ملكا لانه رجع من ورائي ولم يقدم كلامي . فاغتاظ صموئيل وصرخ الي الرب الليل كله ) صموئيل الاول ص 15 ع من 8 -- 11 . نجد في هذه الفقرة ان الرب ندم لاختياره شاول اذا ان شاول تحلي ببعض الرحمة .
انظروا الان الي هوشع 16--13 ( تجازي السامرة لانها قد تمردت علي الهها . بالسيف يسقطون تحطم اطفالهم والحوامل تشق ) ما اقسي هذا النص اذ ما ذنب الاطفال وهم لم يبلغوا سن الفهم ؟ وما ذنب الاجنة ؟ ولماذا الحوامل فقط ؟ ومابال غير الحوامل من النساء ؟ ينالهن العفو ؟ اعلم ان اخواننا المسيحيون يقولون ان العهد القديم هو عهد النقمة . والعهد الجديد ( الانجيل ) هو عهد النعمة . اقول للحق ان لغة العهد الجديد اكثر تسامحا وبكثير مما جاء في العهد القديم ( التوراة او عهد الناموس ) غير ان الانجيل لا يخلو من عنف ظاهر وبلا داعي . وهذا ما سنتناوله بعد قليل . ولكن حيث اننا وهم متفقون علي العنف الغير مبرر من الرب في العهد القديم فسؤالي هو . ماداموا يؤمنون بالكتاب المقدس بعهديه فلماذا لم يحذفوا هذه النصوص العنيفة من كتابهم المقدس ؟ تري هل عند المسيحيين ناسخ ومنسوخ؟ ! هم يقولون لا نسخ بالكتاب المقدس . اذن كيف تبدل يسوع الرب عندهم من شدة القسوة والعنف غير المبرر الي ( من ضربك علي خدك الايمن فادر له الايسر ايضا )؟ اليس العهد القديم عندهم من كلام الرب يسوع المسيح ؟ اولم يقول الكتاب المقدس ان الملكوت يزول وحرف واحد لا يزول ؟ اذن تعاليم العهد القديم لا تزول . ولذلك قد عمل بها المسيحيون علي مر القرون ونفذوها بكل ما فيها من قسوة وعنف حتي انهم قتلوا الشيوخ والاطفال والنساء وشقوا بطون الحوامل . ومن اراد التاكد فليرجع للتاريخ ويقرا عن الحروب الصليبية والحروب الاحتلالية وما جري فيها من جرائم !! في الفصل الثاني سنسنتعرض بعضا من تاريخ العنف المسيحي . اذ لا مجال للافراد له الان هنا . اعود واستعرض بعضا من النصوص .
حزقيال ص9 ع 4-7( وقال له الرب اعبر في وسط المدينة في وسط اورشليم وسم سمة علي جباه الرجال الذين يئنون ويتنهدون علي كل الرجسات المصنوعة في وسطها .وقال لاولئك في سمعي اعبروا في المدينة وراءه واضربوا لا تشفق اعينكم ولا تعفوا . الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك . ولا تقربوا تقربوا من انسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي . فبداوا بالرجال الشيوخ امام البيت .وقال لهم نجسوا البيت واملاوا الدور قتلي . فخرجوا وقتلوا في المدينة ) ان اشد ما هالني في هذا النص هو قول يسوع اقتلوا للهلاك . نعم قول يسوع فعند المسيحيين الكتاب المقدس كله هو كلام الرب يسوع . فما افظع وابشع ان يكون القتل للهلاك . لا هذا فحسب بل ويامرهم بان ينجسوا الدور . كيف ينجسونها ؟ ثم مرة اخري اسال مستغربا ما ذنب الاطفال ؟ !!
كنت في النقطة الاولي من هذا المبحث قد بينت بالنص القراني ان الاسلام لم يامر اطلاقا بقتل المرتد ولا حتي حدد له اي عقوبة دنيوية . فما الذي نجده في الكتاب المقدس بشان المرتد ؟ ولكن قبل البدء اود ان ابين ان اخوانا المسيحيين وبناء علي تعاليم المسيح يؤمنون بالكتاب المقدس بشقيه القديم والجديد . وهذه التعاليم كلها موجبة للايمان عندهم ولابد من الالتزام بها وتطبيقها . يقول يسوع ( ما جئت لانقض الناموس بل لاطبق ) حسب الترجمة الانجليزية . وفي ترجمة اخري ( ما جئت لانقض الناموس بل لاتمم ) متي .
والان لنري تعاليم الكتاب المقدس في المرتد . جاء في سفر التثنية الاصحاح 13 ( واذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امراة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد الهة اخري لم تعرفها انت ولا اباؤك من الهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من اقصاء الارض الي اقصائها فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترق ولا تستره بل قتلا تقتله . يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا ترجمه بالحجارة حتي يموت . لانه التمس ابا يطوحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية . فيسمع جميع اسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الامر الشرير في وسطك . ان سمعت عن احدي مدنك التي يعطيك الرب الهك لتسكن فيها قولا قد خرج اناس بنو لئيم من وسطك وطوحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد الهة اخري لم تعرفوها . وفحصت وفتشت وسالت جيدا واذا الامر صحيح واكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك . فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف . جمع كل امتعتها الي وسط ساحتها تحرق بالنار المدينة وكل امتعتها وتحرق النار المدينة وكل امتعتها كاملة للرب الهك فتكون تلا الي لابد لا تبني بعد ولا يلتصق بيدك شيء من المحرم لكي يرجع الرب من حمو غضبه ويعطيك رحمة . ويكثرك كما حلف لابائك ) ع 6 17 . اي ان العقوبة في الكتاب المقدس لا تفتصر فقط حتي علي قتل المرتد . ولكن كل المدينة التي خرج منها مرتدين تحرق متاعها وبهائمها وتجعلها تلا خربا . ليس هذا فحسب بل لا تبني بعد . الحق انني لا اعلم اذا كانت هناك مدينة وكفرت وقتلت المرتدين فيها فما علاقة المتاع والبهائم بذلك ؟ ثم لماذا لا يعاد اعمار هذه المدينة ؟
اخواننا الذين يهاجمون الاسلام لمجرد تشبثهم ببعض الافهام المغلوطة من بعض المفسرين .. هل وجدتم في القران الكريم كله هذا الكم من القسوة ؟ بل والعبثية في التدمير والاهلاك ؟ هل رايتم نصا في القران والاحاديث جاء فيه اقتلوا البهائم ؟ اقتلوا النساء ؟ اقتلوا الاطفال ؟ اقتلوا للهلاك ؟
بل قال تعالي ( ان الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا ) هذا هو الفارق بين تعاليم الاسلام وتعاليم المسيحية واليهودية . وحسبنا الله فيمن اساءوا للاسلام بغير تدبر ولا قراءة في كتاب الله القران .
نعود لنري ماذا يقول الكتاب المقدس .. جاء في التثنية 20 ( وحين تتقدمون لمحاربة مدينة فادعوها للصلح اولا . فان اجابتكم الي الصلح واستسلمت لكم . فكل الشعب الساكن فيها يصبح عبيدا لكم . وان ابت الصلح وحاربتكم فحاصروها . فاذا اسقطها الرب الهكم في ايديكم . فاقتلوا جميع ذكورها بحد السيف . واما النساء والاطفال والبهائم وكل ما في المدينة من اسلاب فاغنموها لانفسكم . وتمتعوا بغنائم اعدائكم التي وهبها الرب الهكم لكم . هكذا تفعلون بكل المدن النائية عنكم التي ليست من مدن الامم القاطنة هنا ) هذا هو التثنية 20 يقدم اسوء تعاليم الحروب . والتي سار عليها الغرب المسيحي بالحرف . فكم نكلوا وقتلوا وابادوا من البشر والشجر والحيوان والنساء والاطفال ؟ اين هذه التعاليم من قوله تعالي في القران الكريم ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين ) ؟ واين هذه التعاليم من قول الله تعالي في القران الكريم ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ) ؟ اننا ان نظرنا نظرة محايدة لتعاليم القران وتعاليم التوراة فلابد ان نقول ان المقارنة في صالح القران الكريم بدون ادني شك . بل هي مقارنة لا تصح ولا تستقيم . اذ كيف اقارن بين ما هو من السماء وما هو من الارض ؟
دعونا نكمل ما جاء في التوراة من تعاليم الحروب . ( اما مدن الشعوب التي يهبها الرب الهكم لكم ميراثا . فلا تستبقوا فيها نسمة حية , بل دمروها عن بكرة ابيها . كمدن الحثيين والاموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين . كما امركم الرب الهكم لكي لا يعلموكم رجاستهم التي مارسوها في عبادة الهتهم . فتغووا وراءهم وتخطئوا الي الرب الهكم ) .
كما جاء ايضا في التوراة من تعاليم الحروب ما يلي :- جاء في الاصحاح العشرين من التثنية ما نصه ( اذا خرجت في حرب علي عدوك ورايت خيلا ومراكب . وقوما اكثر منك . فلا تخف لان معك الرب الهك الذي اصعدك من ارض مصر . وعندما تقربون من الحرب يتقدم الكاهن ويخاطب الشعب . ويقول لهم : اسمع يا اسرائيل : انتم قربتم اليوم علي الحرب مع اعدائكم . لا تضعف قلوبكم . لا تخافوا ولا ترتعدوا ولا تهابوا وجوههم . لان الرب الهكم سائر معكم لكي يحارب عنكم اعداءكم ليخلصكم . ثم يخاطب العرفاء الشعب قائلين : من هو الرجل الذي بني بيتا جديدا ولم يدشنه ؟ ليذهب ويرجع الي بيته لئلا يموت في الحرب ويدشنه رجل اخر . ومن هو الرجل الذي خطب امراة ولم ياخذها ؟ ليذهب ويرجع الي بيته لئلا يموت في الحرب فياخذها رجل اخر . ثم يعود العرفاء الي الشعب ويقولون : من هو الرجل الخائف والضعيف القلب ؟ ليذهب ويرجع الي بيته لئلا تذوب قلوب اخوته مثل قلبه . وعند فراع العرفاء من مخاطبة الشعب يقيمون رؤساء جنود علي راس الشعب . حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الي الصلح . فان اجابتك الي الصلح وفتحت لك . فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير . ويستعبد لك . وان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها . واذا دفعها الرب الهك الي يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف . واما النساء والاطفال والبهائم وكل ما في المدينة . كل غتيمتها فتغنمها لنفسك . وتاكل غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الهك . هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الامم هنا . واما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما . بل تحرمها تحريما الحثيين والاموريين والكنعانيين والفريزيين والحويين واليبوسيين كما امرك الرب الهك . لكي لا يعلموكم ان تعملوا حسب جميع ارجاسهم التي عملوا لالهتهم . فتخطئوا الي الرب الهكم . اذا حاصرت مدينة اياما كثيرة محاربا اياها لكي تاخذها . فلا تتلف شجرها بوضع فاس عليها . انك منه تاكل فلا تقطعه . لانه هل شجرة الحقل انسان ؟ حتي يذهب قدامك في الحصار . واما الشجر الذي تعرف انه ليس شجرا تاكل منه . فاياه تتلف وتقطع وتبني حصنا علي المدينة التي تعمل معك حربا حتي تسقط ) التثنية 20 من عدد 1 الي 20 . طبعا بعيدا عن التناقض الموجود في هذا النص عن نصوص اخري جاءت في نفس التوراة . وكانت هذه النصوص الاخري كانت تامربالقتل للهلاك . الا انني لا اود مناقشة موضوع التناقض او الركاكة في الترجمة . ولكن اود ان اقارن بين تعاليم الحرب في الكتاب المقدس بعهديه وبين ما جاء في القران الكريم وسنة المصطفي صلي الله عليه وسلم . لذا لابد من النظر الان في ماجاء في العهد الجديد ( الانجيل ) .
ان الاخوة المسيحيون يملكون من الفطنة ما يجعلهم يتهربون دائما من مناقشة تعاليم الحرب في التوراة رغم ايمانهم بكل حرف فيه . متعللين بان التوراة هي عهد النقمة وان الناموس لعنة . وحينما جاءهم يسوع المسيح افتداهم من لعنة الناموس , وبناء عليه فان العهد الجديد له الاولوية في المناقشة . ورغم خطورة هذا القول الا انه لابد ان نتماشي معهم اذ لن نعدم الادلة في العهد الجديد والتي تحث علي العنف والقتل واستخدام السيف . فنجد في الكتاب المقدس فقرة حثت علي التسامح لاخر حد اذ يقول يسوع ( واما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر . بل من لطمك علي خدك الايمن فحول له الاخر ايضا ) متي 5- 39 . ولطالما ذكر المسيحيون هذا البيان الصادر عن يسوع . واحتجوا به علي انه كان يعلم ويعظ تعليما مضادا للحرب . ولكنا نجد في اناجيل العهد الجديد فقرات مفادها العكس تماما . فنجد في انجيل متي علي سبيل المثال ( لا تظنوا اني جئت لالقي سلاما علي الارض . ما جت لالقي سلاما بل سيفا . ) 10 - 34 . وفي فقرة اخري يقول ( فقال لهم : ولكن الان من ليس له كيس فلياخذه ومزود كذلك . ومن ليس له فليبع ويشتري سيفا ) لوقا 22 - 36 . هاتان الفقرتان الاخيرتان من الفقرات الثلاث السابقة تناقضان الاولي . فاذا كان المسيح قد جاء للحرب فلماذا يدعوا الي ادارة الخد الاخر ؟ من الواضح انه ينبغي التسليم بالتناقض في الانجيل . او ان علينا تاويل التناقض علي وجه مناسب . ولسنا معنيين في هذا المقام بقضية ما اذا كانت ادارة الخد الاخر امرا قابلا للطبيق علي وجه الاطلاق . ولكن ما يعنينا هنا ان نشير ونؤكد ان الدول المسيحية كلها طوال التاريخ لم تتردد في الذهاب الي الحرب ولم يديروا الخد الاخر !. وعندما نال المسيحيون الملك والسلطة لاول مرة فانهم دخلوا الحروب مهاجمين ومدافعين . وهم الان قوي مسيطرة في العالم . ولازالوا متورطين في الحروب مهاجمين ومدافعين . وفي هذا العصر الحالي نجد انه اذا انتصر جانب منهم . مجدته بقية الشعوب المسيحية . واعتبروا انتصاره انتصارا للحضارة المسيحية . واصبحت الحضارة المسيحية في كل صورها تعني الهيمنة والنجاح . وعندما تتحارب دولتان مسيحيتان فان كلا منهما تدعي انها تحمي المثل المسيحية . ويتم تمجيد الدولة المنتصرة باعتبارها الدولة المسيحية الحقيقية . ومن الواضح انه منذ زمن المسيح وحتي عصرناهذا . ظلت المسيحية تخوض غمار الحروب . وتشير كل الشواهد علي انها سوف تظل علي نفس الحال . اذن فالفتوي العملية للمسيحية هي ان الحرب تعبر عن التوجه الحقيقي لتعاليم العهد الجديد . وان موضوع ادارة الخد الايسر هذا . لم يكن الا تعليما انتهازيا املاه العجز التام للمسيحيين الاوائل . او ان المقصود به هو ان يطبق علي الحالات الفردية . لا علي الدول ولا علي الشعوب .
وثانيا حتي لو افترضنا ان المسيح قد جاء للسلام لا للحرب فلا يعني هذا ان من لا يتبعون تعاليمه لم يكونوا قديسين او شرفاء . فقد دابت المسيحية دائما وابدا علي احترام اعمدة الحرب . مثل موسي وداود ويوشع . وليس هذا فقط . بل ان الكنيسة نفسها قد كرمت ابطالها القوميين . الذين دخلوا الحروب . ونصبتهم قديسين علي يد البابوات . بل ان الحروب الصليبية وغيرها قد خرجت من بلادها الاوروبية بمباركة الكنيسة وبدعم مادي من الكنيسة وليس من الدول الاوروبية . لقد تم احتلال شبه القارة الهندية من قبل الجيش الانجليزي الذي خرج بمدد مالي من الكنيسة والقطاع الخاص . وليس القطاع الحكومي . الامر الذي يبين جليا ان موضوع الخد الاخر هذا لم يكن اي تطبيق علي ارض الواقع . ان هي الا فقرة للقراءة والتشدق بها فحسب . اما السيف فهو ما كان موجودا دائما علي مدار التاريخ المسيحي .
كانت هذه نبذة مختصرة عن تعاليم القتال في الكتاب المقدس بعهديه . وكانت علي سبيل المثال لا الحصر . ووضعنا قبلها تعاليم القتال والحروب في القران الكريم في ذات المبحث في النقطتين السابقتين . وبقي لنا ان نري معا كيف طبق الرسول صلي الله عليه وسلم تعاليم القران الكريم بنصها . وكيف فسرها وبينها في احاديثه الشريفة .
للحديث تتمة
**********************************************************************************
ذكرت ان كل ما ساكتبه في هذه النقطة الهامة سيكون من كتاب حياة محمد لحضرة ميرزا بشير الدين محمود احمد رضي الله عنه . الخليفة الثاني للامام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام بقليل من التصرف ان اقتضي الامر .
*******************************
هشام عبد الجواد
النقطة الثالثة
بعض غزوات الرسول
اولا احب ان اوضح انني هنا ساتناول بعضا من غزوات الرسول صلي الله عليه وسلم . لايضاح انها لم تكن حروبا قد شنها الرسول الكريم طلبا للجهاد . بل كانت جميعها دفاعا عن النفس . وفقط للدفاع عن النفس . وكل ما ساتناوله في هذه النقطة سيكون نقلا عن كتاب المصلح الموعود رضي الله عنه . وسيكون هذا النقل حرفيا مع قليل من التصرف ان اقتضي الامر .
جاء في كتاب حياة محمد صلي الله عليه وسلم للمصلح الموعود ميرزا بشير الدين محمود احمد قبل خوضه في غزوات الرسول صلي الله عليه وسلم نقطة هامة لابد من تناولها هنا بنصها . اذ يقول :-
* تعاليم اليهودية والمسيحية عن الحرب .
هل يجوز القتال من اجل الدين ؟
ويجيب حضرته قائلا ان التعاليم الدينية عن الحرب تتخذ صورا شتي . فنجد في الكتاب المقدس ( العهد القديم ) نصوصا مجهدة وقاسية جدا علي مرهفي الحس . وذوي القلوب الرحيمة .. وسنتناولها علي سبيل المثال لا الحصر . اعود واؤكد قبل عرض النصوص والتعليق عليها ان الكلام دائما ابدا في النقطة الثالثة سيكون لحضرة ميرزا بشير الدين محمود احمد الخليفة الثاني للامام المهدي عليه السلام . ولكن بتصرف اي قد تتم الاضافة ولا يتم حذف .
جاء في العهد القديم ( واخرج الشعب الذي فيها ووضعهم تحت مناشير ونوارج حديد وفؤوس حديد وامرهم في اتون الاّجر وهكذا صنع بجميع مدن عمون ثم رجع داود وجميع الشعب الي اورشليم )صموئيل الثاني 12-13 . لا تعليق .
كما جاء فيه (وامسك اجاج ملك عماليق حيا وحرم جميع الشعب بحد السيف . وعفا شاول والشعب عن اجاج وعن خيار الغنم والبقر والثنيان والخراف وعن كل الجيد ولم يرضوا ان يحرّموها وكل الاموال المحتقرة والمهزولة حرموها . وكان كلام الرب الي صموئيل قائلا :- ندمت علي اني جعلت شاول ملكا لانه رجع من ورائي ولم يقدم كلامي . فاغتاظ صموئيل وصرخ الي الرب الليل كله ) صموئيل الاول ص 15 ع من 8 -- 11 . نجد في هذه الفقرة ان الرب ندم لاختياره شاول اذا ان شاول تحلي ببعض الرحمة .
انظروا الان الي هوشع 16--13 ( تجازي السامرة لانها قد تمردت علي الهها . بالسيف يسقطون تحطم اطفالهم والحوامل تشق ) ما اقسي هذا النص اذ ما ذنب الاطفال وهم لم يبلغوا سن الفهم ؟ وما ذنب الاجنة ؟ ولماذا الحوامل فقط ؟ ومابال غير الحوامل من النساء ؟ ينالهن العفو ؟ اعلم ان اخواننا المسيحيون يقولون ان العهد القديم هو عهد النقمة . والعهد الجديد ( الانجيل ) هو عهد النعمة . اقول للحق ان لغة العهد الجديد اكثر تسامحا وبكثير مما جاء في العهد القديم ( التوراة او عهد الناموس ) غير ان الانجيل لا يخلو من عنف ظاهر وبلا داعي . وهذا ما سنتناوله بعد قليل . ولكن حيث اننا وهم متفقون علي العنف الغير مبرر من الرب في العهد القديم فسؤالي هو . ماداموا يؤمنون بالكتاب المقدس بعهديه فلماذا لم يحذفوا هذه النصوص العنيفة من كتابهم المقدس ؟ تري هل عند المسيحيين ناسخ ومنسوخ؟ ! هم يقولون لا نسخ بالكتاب المقدس . اذن كيف تبدل يسوع الرب عندهم من شدة القسوة والعنف غير المبرر الي ( من ضربك علي خدك الايمن فادر له الايسر ايضا )؟ اليس العهد القديم عندهم من كلام الرب يسوع المسيح ؟ اولم يقول الكتاب المقدس ان الملكوت يزول وحرف واحد لا يزول ؟ اذن تعاليم العهد القديم لا تزول . ولذلك قد عمل بها المسيحيون علي مر القرون ونفذوها بكل ما فيها من قسوة وعنف حتي انهم قتلوا الشيوخ والاطفال والنساء وشقوا بطون الحوامل . ومن اراد التاكد فليرجع للتاريخ ويقرا عن الحروب الصليبية والحروب الاحتلالية وما جري فيها من جرائم !! في الفصل الثاني سنسنتعرض بعضا من تاريخ العنف المسيحي . اذ لا مجال للافراد له الان هنا . اعود واستعرض بعضا من النصوص .
حزقيال ص9 ع 4-7( وقال له الرب اعبر في وسط المدينة في وسط اورشليم وسم سمة علي جباه الرجال الذين يئنون ويتنهدون علي كل الرجسات المصنوعة في وسطها .وقال لاولئك في سمعي اعبروا في المدينة وراءه واضربوا لا تشفق اعينكم ولا تعفوا . الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك . ولا تقربوا تقربوا من انسان عليه السمة وابتدئوا من مقدسي . فبداوا بالرجال الشيوخ امام البيت .وقال لهم نجسوا البيت واملاوا الدور قتلي . فخرجوا وقتلوا في المدينة ) ان اشد ما هالني في هذا النص هو قول يسوع اقتلوا للهلاك . نعم قول يسوع فعند المسيحيين الكتاب المقدس كله هو كلام الرب يسوع . فما افظع وابشع ان يكون القتل للهلاك . لا هذا فحسب بل ويامرهم بان ينجسوا الدور . كيف ينجسونها ؟ ثم مرة اخري اسال مستغربا ما ذنب الاطفال ؟ !!
كنت في النقطة الاولي من هذا المبحث قد بينت بالنص القراني ان الاسلام لم يامر اطلاقا بقتل المرتد ولا حتي حدد له اي عقوبة دنيوية . فما الذي نجده في الكتاب المقدس بشان المرتد ؟ ولكن قبل البدء اود ان ابين ان اخوانا المسيحيين وبناء علي تعاليم المسيح يؤمنون بالكتاب المقدس بشقيه القديم والجديد . وهذه التعاليم كلها موجبة للايمان عندهم ولابد من الالتزام بها وتطبيقها . يقول يسوع ( ما جئت لانقض الناموس بل لاطبق ) حسب الترجمة الانجليزية . وفي ترجمة اخري ( ما جئت لانقض الناموس بل لاتمم ) متي .
والان لنري تعاليم الكتاب المقدس في المرتد . جاء في سفر التثنية الاصحاح 13 ( واذا اغواك سرا اخوك ابن امك او ابنك او ابنتك او امراة حضنك او صاحبك الذي مثل نفسك قائلا نذهب ونعبد الهة اخري لم تعرفها انت ولا اباؤك من الهة الشعوب الذين حولك القريبين منك او البعيدين عنك من اقصاء الارض الي اقصائها فلا ترض منه ولا تسمع له ولا تشفق عينك عليه ولا ترق ولا تستره بل قتلا تقتله . يدك تكون عليه اولا لقتله ثم ايدي جميع الشعب اخيرا ترجمه بالحجارة حتي يموت . لانه التمس ابا يطوحك عن الرب الهك الذي اخرجك من ارض مصر من بيت العبودية . فيسمع جميع اسرائيل ويخافون ولا يعودون يعملون مثل هذا الامر الشرير في وسطك . ان سمعت عن احدي مدنك التي يعطيك الرب الهك لتسكن فيها قولا قد خرج اناس بنو لئيم من وسطك وطوحوا سكان مدينتهم قائلين نذهب ونعبد الهة اخري لم تعرفوها . وفحصت وفتشت وسالت جيدا واذا الامر صحيح واكيد قد عمل ذلك الرجس في وسطك . فضربا تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرّمها بكل ما فيها مع بهائمها بحد السيف . جمع كل امتعتها الي وسط ساحتها تحرق بالنار المدينة وكل امتعتها وتحرق النار المدينة وكل امتعتها كاملة للرب الهك فتكون تلا الي لابد لا تبني بعد ولا يلتصق بيدك شيء من المحرم لكي يرجع الرب من حمو غضبه ويعطيك رحمة . ويكثرك كما حلف لابائك ) ع 6 17 . اي ان العقوبة في الكتاب المقدس لا تفتصر فقط حتي علي قتل المرتد . ولكن كل المدينة التي خرج منها مرتدين تحرق متاعها وبهائمها وتجعلها تلا خربا . ليس هذا فحسب بل لا تبني بعد . الحق انني لا اعلم اذا كانت هناك مدينة وكفرت وقتلت المرتدين فيها فما علاقة المتاع والبهائم بذلك ؟ ثم لماذا لا يعاد اعمار هذه المدينة ؟
اخواننا الذين يهاجمون الاسلام لمجرد تشبثهم ببعض الافهام المغلوطة من بعض المفسرين .. هل وجدتم في القران الكريم كله هذا الكم من القسوة ؟ بل والعبثية في التدمير والاهلاك ؟ هل رايتم نصا في القران والاحاديث جاء فيه اقتلوا البهائم ؟ اقتلوا النساء ؟ اقتلوا الاطفال ؟ اقتلوا للهلاك ؟
بل قال تعالي ( ان الذين امنوا ثم كفروا ثم امنوا ثم كفروا ثم ازدادوا كفرا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم سبيلا ) هذا هو الفارق بين تعاليم الاسلام وتعاليم المسيحية واليهودية . وحسبنا الله فيمن اساءوا للاسلام بغير تدبر ولا قراءة في كتاب الله القران .
نعود لنري ماذا يقول الكتاب المقدس .. جاء في التثنية 20 ( وحين تتقدمون لمحاربة مدينة فادعوها للصلح اولا . فان اجابتكم الي الصلح واستسلمت لكم . فكل الشعب الساكن فيها يصبح عبيدا لكم . وان ابت الصلح وحاربتكم فحاصروها . فاذا اسقطها الرب الهكم في ايديكم . فاقتلوا جميع ذكورها بحد السيف . واما النساء والاطفال والبهائم وكل ما في المدينة من اسلاب فاغنموها لانفسكم . وتمتعوا بغنائم اعدائكم التي وهبها الرب الهكم لكم . هكذا تفعلون بكل المدن النائية عنكم التي ليست من مدن الامم القاطنة هنا ) هذا هو التثنية 20 يقدم اسوء تعاليم الحروب . والتي سار عليها الغرب المسيحي بالحرف . فكم نكلوا وقتلوا وابادوا من البشر والشجر والحيوان والنساء والاطفال ؟ اين هذه التعاليم من قوله تعالي في القران الكريم ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين ) ؟ واين هذه التعاليم من قول الله تعالي في القران الكريم ( وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين ) ؟ اننا ان نظرنا نظرة محايدة لتعاليم القران وتعاليم التوراة فلابد ان نقول ان المقارنة في صالح القران الكريم بدون ادني شك . بل هي مقارنة لا تصح ولا تستقيم . اذ كيف اقارن بين ما هو من السماء وما هو من الارض ؟
دعونا نكمل ما جاء في التوراة من تعاليم الحروب . ( اما مدن الشعوب التي يهبها الرب الهكم لكم ميراثا . فلا تستبقوا فيها نسمة حية , بل دمروها عن بكرة ابيها . كمدن الحثيين والاموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين . كما امركم الرب الهكم لكي لا يعلموكم رجاستهم التي مارسوها في عبادة الهتهم . فتغووا وراءهم وتخطئوا الي الرب الهكم ) .
كما جاء ايضا في التوراة من تعاليم الحروب ما يلي :- جاء في الاصحاح العشرين من التثنية ما نصه ( اذا خرجت في حرب علي عدوك ورايت خيلا ومراكب . وقوما اكثر منك . فلا تخف لان معك الرب الهك الذي اصعدك من ارض مصر . وعندما تقربون من الحرب يتقدم الكاهن ويخاطب الشعب . ويقول لهم : اسمع يا اسرائيل : انتم قربتم اليوم علي الحرب مع اعدائكم . لا تضعف قلوبكم . لا تخافوا ولا ترتعدوا ولا تهابوا وجوههم . لان الرب الهكم سائر معكم لكي يحارب عنكم اعداءكم ليخلصكم . ثم يخاطب العرفاء الشعب قائلين : من هو الرجل الذي بني بيتا جديدا ولم يدشنه ؟ ليذهب ويرجع الي بيته لئلا يموت في الحرب ويدشنه رجل اخر . ومن هو الرجل الذي خطب امراة ولم ياخذها ؟ ليذهب ويرجع الي بيته لئلا يموت في الحرب فياخذها رجل اخر . ثم يعود العرفاء الي الشعب ويقولون : من هو الرجل الخائف والضعيف القلب ؟ ليذهب ويرجع الي بيته لئلا تذوب قلوب اخوته مثل قلبه . وعند فراع العرفاء من مخاطبة الشعب يقيمون رؤساء جنود علي راس الشعب . حين تقرب من مدينة لكي تحاربها استدعها الي الصلح . فان اجابتك الي الصلح وفتحت لك . فكل الشعب الموجود فيها يكون لك للتسخير . ويستعبد لك . وان لم تسالمك بل عملت معك حربا فحاصرها . واذا دفعها الرب الهك الي يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف . واما النساء والاطفال والبهائم وكل ما في المدينة . كل غتيمتها فتغنمها لنفسك . وتاكل غنيمة اعدائك التي اعطاك الرب الهك . هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جدا التي ليست من مدن هؤلاء الامم هنا . واما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب الهك نصيبا فلا تستبق منها نسمة ما . بل تحرمها تحريما الحثيين والاموريين والكنعانيين والفريزيين والحويين واليبوسيين كما امرك الرب الهك . لكي لا يعلموكم ان تعملوا حسب جميع ارجاسهم التي عملوا لالهتهم . فتخطئوا الي الرب الهكم . اذا حاصرت مدينة اياما كثيرة محاربا اياها لكي تاخذها . فلا تتلف شجرها بوضع فاس عليها . انك منه تاكل فلا تقطعه . لانه هل شجرة الحقل انسان ؟ حتي يذهب قدامك في الحصار . واما الشجر الذي تعرف انه ليس شجرا تاكل منه . فاياه تتلف وتقطع وتبني حصنا علي المدينة التي تعمل معك حربا حتي تسقط ) التثنية 20 من عدد 1 الي 20 . طبعا بعيدا عن التناقض الموجود في هذا النص عن نصوص اخري جاءت في نفس التوراة . وكانت هذه النصوص الاخري كانت تامربالقتل للهلاك . الا انني لا اود مناقشة موضوع التناقض او الركاكة في الترجمة . ولكن اود ان اقارن بين تعاليم الحرب في الكتاب المقدس بعهديه وبين ما جاء في القران الكريم وسنة المصطفي صلي الله عليه وسلم . لذا لابد من النظر الان في ماجاء في العهد الجديد ( الانجيل ) .
ان الاخوة المسيحيون يملكون من الفطنة ما يجعلهم يتهربون دائما من مناقشة تعاليم الحرب في التوراة رغم ايمانهم بكل حرف فيه . متعللين بان التوراة هي عهد النقمة وان الناموس لعنة . وحينما جاءهم يسوع المسيح افتداهم من لعنة الناموس , وبناء عليه فان العهد الجديد له الاولوية في المناقشة . ورغم خطورة هذا القول الا انه لابد ان نتماشي معهم اذ لن نعدم الادلة في العهد الجديد والتي تحث علي العنف والقتل واستخدام السيف . فنجد في الكتاب المقدس فقرة حثت علي التسامح لاخر حد اذ يقول يسوع ( واما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر . بل من لطمك علي خدك الايمن فحول له الاخر ايضا ) متي 5- 39 . ولطالما ذكر المسيحيون هذا البيان الصادر عن يسوع . واحتجوا به علي انه كان يعلم ويعظ تعليما مضادا للحرب . ولكنا نجد في اناجيل العهد الجديد فقرات مفادها العكس تماما . فنجد في انجيل متي علي سبيل المثال ( لا تظنوا اني جئت لالقي سلاما علي الارض . ما جت لالقي سلاما بل سيفا . ) 10 - 34 . وفي فقرة اخري يقول ( فقال لهم : ولكن الان من ليس له كيس فلياخذه ومزود كذلك . ومن ليس له فليبع ويشتري سيفا ) لوقا 22 - 36 . هاتان الفقرتان الاخيرتان من الفقرات الثلاث السابقة تناقضان الاولي . فاذا كان المسيح قد جاء للحرب فلماذا يدعوا الي ادارة الخد الاخر ؟ من الواضح انه ينبغي التسليم بالتناقض في الانجيل . او ان علينا تاويل التناقض علي وجه مناسب . ولسنا معنيين في هذا المقام بقضية ما اذا كانت ادارة الخد الاخر امرا قابلا للطبيق علي وجه الاطلاق . ولكن ما يعنينا هنا ان نشير ونؤكد ان الدول المسيحية كلها طوال التاريخ لم تتردد في الذهاب الي الحرب ولم يديروا الخد الاخر !. وعندما نال المسيحيون الملك والسلطة لاول مرة فانهم دخلوا الحروب مهاجمين ومدافعين . وهم الان قوي مسيطرة في العالم . ولازالوا متورطين في الحروب مهاجمين ومدافعين . وفي هذا العصر الحالي نجد انه اذا انتصر جانب منهم . مجدته بقية الشعوب المسيحية . واعتبروا انتصاره انتصارا للحضارة المسيحية . واصبحت الحضارة المسيحية في كل صورها تعني الهيمنة والنجاح . وعندما تتحارب دولتان مسيحيتان فان كلا منهما تدعي انها تحمي المثل المسيحية . ويتم تمجيد الدولة المنتصرة باعتبارها الدولة المسيحية الحقيقية . ومن الواضح انه منذ زمن المسيح وحتي عصرناهذا . ظلت المسيحية تخوض غمار الحروب . وتشير كل الشواهد علي انها سوف تظل علي نفس الحال . اذن فالفتوي العملية للمسيحية هي ان الحرب تعبر عن التوجه الحقيقي لتعاليم العهد الجديد . وان موضوع ادارة الخد الايسر هذا . لم يكن الا تعليما انتهازيا املاه العجز التام للمسيحيين الاوائل . او ان المقصود به هو ان يطبق علي الحالات الفردية . لا علي الدول ولا علي الشعوب .
وثانيا حتي لو افترضنا ان المسيح قد جاء للسلام لا للحرب فلا يعني هذا ان من لا يتبعون تعاليمه لم يكونوا قديسين او شرفاء . فقد دابت المسيحية دائما وابدا علي احترام اعمدة الحرب . مثل موسي وداود ويوشع . وليس هذا فقط . بل ان الكنيسة نفسها قد كرمت ابطالها القوميين . الذين دخلوا الحروب . ونصبتهم قديسين علي يد البابوات . بل ان الحروب الصليبية وغيرها قد خرجت من بلادها الاوروبية بمباركة الكنيسة وبدعم مادي من الكنيسة وليس من الدول الاوروبية . لقد تم احتلال شبه القارة الهندية من قبل الجيش الانجليزي الذي خرج بمدد مالي من الكنيسة والقطاع الخاص . وليس القطاع الحكومي . الامر الذي يبين جليا ان موضوع الخد الاخر هذا لم يكن اي تطبيق علي ارض الواقع . ان هي الا فقرة للقراءة والتشدق بها فحسب . اما السيف فهو ما كان موجودا دائما علي مدار التاريخ المسيحي .
كانت هذه نبذة مختصرة عن تعاليم القتال في الكتاب المقدس بعهديه . وكانت علي سبيل المثال لا الحصر . ووضعنا قبلها تعاليم القتال والحروب في القران الكريم في ذات المبحث في النقطتين السابقتين . وبقي لنا ان نري معا كيف طبق الرسول صلي الله عليه وسلم تعاليم القران الكريم بنصها . وكيف فسرها وبينها في احاديثه الشريفة .
للحديث تتمة
**********************************************************************************
ذكرت ان كل ما ساكتبه في هذه النقطة الهامة سيكون من كتاب حياة محمد لحضرة ميرزا بشير الدين محمود احمد رضي الله عنه . الخليفة الثاني للامام المهدي والمسيح الموعود عليه السلام بقليل من التصرف ان اقتضي الامر .
*******************************
هشام عبد الجواد
مواضيع مماثلة
» الالحاد بين هشاشة الموروث وقوة الاسلام 7
» الالحاد بين هشاشة الموروث وقوة الاسلام 9
» الالحاد بين هشاشة الموروث وقوة الاسلام 10
» الالحاد بين هشاشة الموروث وقوة الاسلام 11
» الالحاد بين هشاشة الموروث وقوة الاسلام 12
» الالحاد بين هشاشة الموروث وقوة الاسلام 9
» الالحاد بين هشاشة الموروث وقوة الاسلام 10
» الالحاد بين هشاشة الموروث وقوة الاسلام 11
» الالحاد بين هشاشة الموروث وقوة الاسلام 12
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى