التقوُّل على الله
صفحة 1 من اصل 1
التقوُّل على الله
التقوُّل على الله
التقوُّل على الله هو أن ينسب المرء إلى الله وحيا حرفيًّا، ثم يكرر ذلك، ثم يؤكده بأشد أنواع التأكيد، وذلك بالحلْف بأغلظ الأيمان، ثم يدعو الناس لتصديقه واتّباعه والإيمان بوحيه باعتباره مرسلا لإيصال رسالة الله للبشر، وأنّ مَن لم يؤمن به سيعاقبه الله.
أما أن يقول أحدهم أنه تلقَّى وحيًا مرة أو مرتين أو مرات معدودة، أو ينسب إلى الله مجرد عبارات لا تتضمن وجوب الإيمان به، أو ينسب إلى الله أنه يوفِّقه ويعينه، أو يرفض أن يؤكد وحيه مرة تلو مرة وبأهمّ أنواع التأكيد، فهذا كله ليس من التقوّل، بل يمكن أن نعتبره من باب الوهم أو التضليل أو الخداع أو ما شابه.
ولقد توعد الله تعالى المتقوِّل عليه بالقتل مستخدما عبارات لا مجال للخطأ والتردد في تفسيرها، حيث يقول سبحانه وتعالى: (إنَّـه لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ * وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنـزيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأخَذْنَا مِنـه بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنـه الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنـه حَاجِزِينَ).
تقول الآيات: أيها الناس، هذا الكلام هو تنـزيل من رب العالمين، وليس من تأليف الشعراء، ولا الكهان؛ ولو أنه صلى الله عليه وسلَّم قد جاء بـه من عند شاعر أو من عند كاهن، ثم نسبـه إلى اللـه تعالى متقوِّلا عليه لقُتل شرَّ قِتلة، من دون أنْ يتمكن أحد من الدفاع عنـه. وحيث إنَّ شيئًا من هذا لم يحصل، فهو الدليل الواضح البيِّن على صدقه.
وقال بعض المعاندين "إنها خاصة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلَّم".
ولو كانت خاصة به صلى الله عليه وسلَّم لما كان لـها معنى في محاجّة الكفار. والذي يقرأ الآيات يلاحظ موقع هذه الآية، حيث جاءت بعد نفي أنْ يكون هذا القرآن نقلا عن أحد الشعراء أو أحد الكهان، ثم بيّنت سبب عدم إمكانية هذا الاحتمال، وهو قطع وتين من يتقوّل على اللـه تعالى، كناية عن قتلـه، كما جاء في مختلف كتب التفسير.
الآية تبيّن دليلا أن هذا الكلام من رب العالمين، وتطرح دليلا عقليًّا، وهو أن من تقوَّل على الله الكذب لا بد أن يُقطع وتينه ولن يكون أحد مدافعا وحاجزا عنه. فهذه قاعدة عقلية عامة. ولا أعرف خلافا بين المفسرين في هذا. لماذا؟ لأنه لا يليق بالله أن يسكت على مَن يتحدث باسمه، لأن هذا يتناقض مع أنه سبحانه هو الهادي، ذلك أنه {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ }، فلو سمح باختلاط الصادق بالكاذب لما كان هاديا ونصيرا، بل كان مضلا ونصيرا للكافرين والعياذ بالله. كما أنه يتناقض مع أنه تعالى هو القادر القويّ، لأن القادر القويّ لا يسمح لأحد بالتحدث باسمه ويضل الناس باسمه.
وقال آخرون: إنَّ الآية خاصة بمن يرسلـه اللـه نبيًّا، ثم يتقّول من عند نفسه، فذاك فقط يُقتل شر قِتلة، ولا يمكن أنْ يبقى حيًّا يفتن الناس.
وهذا من أسخف ما سمعت؛ لأن الكفار لم يقولوا مرةً أن النبي صلى الله عليه وسلم صادق فيما نسبه إلى الله، ولكننا نخاف أن يتقول على الله مستقبلا، وأننا نريد ضمانا من الآن!! هذا لم يخطر بالبال.
ليس هناك عاقل يصدق نبيا ثم يشك في إمكانية أن يتقوّل هذا النبي على الله.
وإذا كان هناك أي احتمالية لِتقوّلِ النبي نفسه على الله فعلى الدنيا السلام! الحق أن هذه الفكرة بلغت من الشر وسوء الظن والعبثية الغاية.. بالله عليكم، ما قيمة الآية في هذه الحالة؟ هل هي طَمْأنةٌ للمسلمين؟ هل كان قلب أبي بكر وعليّ يتوجس خيفة من افتراء أفضل البشر في المستقبل؟ من هو الذي يخطر بباله مثل هذا الخاطر الشيطاني؟
هل حدث أن آمن بعضُ الناس بالرسول صلى الله عليه وسلَّم ثم اتَّهموه بأنه بدأ يفتري على الله الكذب؟ هل حدث أن آمن أناس بنبي ثم اتّهموه فيما بعد؟
يمكن أن يؤمن شخص بنبي ثم يكفر به، وسيقول في هذه الحالة إن النبي كذاب منذ يومه الأول، وأنا كنت مخدوعا. ولن يقول إن النبي كان صادقا ثم صار يكذب فجأة؟ هذا غير حاصل قط.
فبهت الذي كفر
كان صديقي أبو ثناء إماما في مسجد قرية "إسكاكا"، فذهبت أبلغه دعوة المسيح الموعود عليه السلام، فبدأتُ معه كما يلي:
هاني: ما مصير مَن يتقوّل على الله وينسب إليه وحيًا؟
أبو ثناء: لا بدّ أن يُقتل شرّ قتلة وتنتهي دعوته.
هاني: هل أنت متأكد من هذا؟
أبو ثناء: هذا من أهم أدلة صدق الرسول صلى الله عليه وسلم التي نحتج بها على النصارى؟ وقد قال الله تعالى ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه بالوتين..... .
هاني: لعلّ بعض الناس لهم قول آخر في الآية، فهل هذا ما اتفق عليه المفسرون، وأنت الأدرى بذلك؟
أبو ثناء: لا خلاف في تفسير هذه الآية، ولكن ماذا يمكن للنصارى والكفار أن يقولوا: هل تراهم يقبلون بهذا الدليل العقلي الدامغ؟
هاني: لكن، هل تعرف جماعة اسمها الجماعة الإسلامية الأحمدية؟ وهل تعرف مؤسسها ودعواه؟
فأخذ أبو ثناء يتلعثم ووجْهُهُ يتلوَّن بمختلف الألوان، ثم قال: إلا ميرزا، فلا أعرف لماذا لم تنطبق عليه الآية. لكنه متقوِّل بكل يقين.
فخلال بضع ثوانٍ لم تعُد الآية يقينية، وتغير كل شيء فجأة!!
هذا هو تحريف الكلم عن موضعه. وهذا المثال شهدته بنفسي بعد أسابيع من إيماني بالمسيح الموعود عليه السلام، فحمدتُ الله الذي حَبَّبَ إِلَيْنا الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِنا وَكَرَّهَ إِلَيْنا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ.
ابن أبي العزِّ الحنفيّ شارح العقيدة الطحاوية
شاء الله أن تكون العقيدة الطحاوية مقبولة بين عامة المسلمين، وشاء الله أن يكون شرح ابن أبي العزّ هو الشائع، وشاء الله أن يقول فيه ابن أبي العزّ: "إذا كان محمد صلى الله عليه وسلَّم عندهم ليس بنبي صادق، بل ملك ظالم، فقد تـهيأ لـه أنْ يفتري على اللـه ويتقوَّل عليه، ويستمر حتى يحلّل ويحرّم، ويفرض الفرائض، ويشرع الشرائع وينسخ الملل، ويضرب الرقاب، ويقتل أتباع الرسل وهم أهل الحق، ويسبي نساءهم، ويغنم أموالـهم وديارهم، ويتم لـه ذلك حتى تفتح الأرض، وينسب ذلك كلـه إلى أمر اللـه لـه بـه ومحبتـه لـه، والرب تعالى يشاهده وهو يفعل بأهل الحق، وهو مستمر في الافتراء عليه ثلاثًا وعشرين سنة، وهو مع ذلك كلـه يؤيده وينصره ويعلي أمره، ويُمَكِّن لـه من أسباب النصر الخارجة عن عادة البشر. وأبلغ من ذلك أنَّـه يجيب دعواتـه، ويهلك أعداءه، ويرفع لـه ذكره. هذا وهو عندهم في غاية الكذب والافتراء والظلم، فإنَّـه لا أظلم مِمَّن كَذَبَ على اللـه وأبطل شرائع أنبيائه وبَدَّلـها وقتل أولياءه، واستمرت نصرتـه عليهم دائمًا، واللـه تعالى يقره على ذلك، ولا يأخذ منـه باليمين ولا يقطع منـه الوتين . فيلزمهم أنْ يقولوا: لا صانع للعالم ولا مدبر ولو كان لـه مدبر قدير حليم لأخذ على يديه ولقابلـه أعظم مقابلة وجعلـه نكالاً للصالحين. إذ لا يليق بالملوك غير ذلك، فكيف بملك الملوك وأحكم الحاكمين؟ ولا ريب أنَّ اللـه تعالى قد رفع لـه ذكره، وأظهر دعوتـه والشهادة لـه بالنبوَّة على رؤوس الأشهاد في سائر البلاد. ونحن لا ننكر أنَّ كثيرًا من الكذابين قائم في الوجود وظهرت لـه شوكة ولكن لم يتم أمره ولم تطل مدتـه بل سلط اللـه عليه رسلـه وأتباعهم وقطعوا دابره واستأصلوه. هذه سنة اللـه التي قد خلت من قبل حتى إنَّ الكفار يعلمون ذلك. قال تعالى (أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بـه رَيْبَ الْمَنُونِ * قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ). أفلا تراه يخبر أنَّ كمالـه وحكمتـه وقدرتـه تأبى أنْ يقر من تقوَّل عليه بعض الأقاويل. لا بد أنْ يجعلـه عبرة لعباده كما جرت بذلك سنتـه في المتقولين عليه." .
وشاء الله أن تُكتب مثل هذه العبارات في كتاب حديث معروف، فيقول الدكتور عمر الأشقر: "... ولو فعل هذا ملك من ملوك الأرض، فادعى مُدعٍ أنَّـه مرسل من قبلـه كذبًا وزورًا، وعلم بذلك الملك المفتَرى عليه، فإنَّـه سيلاحقه، وإذا ظفر بـه فسيوقع بـه أشد العذاب، فكيف يليق بخالق الكون العليم الحكيم أنْ يرى ويسمع رجلا يكذب عليه ويزعم أنَّـه رسولـه…؟ هذا لا يكون أبدًا... وإن وقع مثل هذا من كاذب مارق وظهر أمره، وقويت شوكتـه يوما، فلن يطول ذلك، ولا بد أنْ يكشف اللـه أمره، ويهتك ستره، ويسلط عليه من يقهره، ويجعلـه عبرة لغيره، كما فعل اللـه بمسيلمة وسجاح وأسود العنسي من قبل....
التفريق بين التقوّل وبين مجرد الكفر
يعمد البعض إلى الحديث عن الشيوعية والدول الكافرة وسطوتها وقوتها وسيطرتها، فيقيسون عليها ليقولوا بإمكانية سيطرة المتقوِّل وقوته وانتشار دعوته.. فيرد عليهم الدكتور الأشقر بقوله: "وما يذكره بعض المكذبين برسالة محمد صلى الله عليه وسلَّم من أنَّ النصر تم لفرعون ونمرود وجنكيزخان وغيرهم من الملوك الكفرة في القديم والحديث، جوابـه ظاهر، فإنَّ هؤلاء لم يدَّعِ أحد منـهم النبوَّة، وأنَّ اللـه أمره أنْ يدعو إلى عبادتـه وطاعتـه، ومن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار. بخلاف من ادعى أنَّ اللـه أرسلـه، ثم يؤيده اللـه وينصره، وينصر أتباعه، ويجعل العاقبة لـهم فإنَّـه لا يكون إلا رسولاً صادقًا، فلو كان كاذبًا فلا بد أنْ ينتقم اللـه منـه، ويقطع دابره، واعتبر في هذا بحال مسيلمة والأسود العنسي وسجاح".
الآن ما معنى قول الخصوم واحتجاجهم علينا؟
هناك وسيلتان يلجأ إليه الكفار بالمسيح الموعود عليه السلام في مواجهة هذه الآية وهذا الدليل العقلي، وهما: أن الآية خاصة بالنبي الصادق. والثانية: أن هناك كثيرا من المتقوّلين على الله الذين لم يُقتلوا.. بل لا زالت دعوتهم قائمة وقوتهم في ازدياد.
أما الوسيلة الأولى فقد فنّدناها رغم أنها لا تستحق هذا الردّ الطويل. وأما وسيلتهم أو حيلتهم الثانية فيأتون عليها بعدد من الأشخاص الذين سصفونهم أنهم قد تقوّلوا على الله. فمَن هم هؤلاء الأشخاص؟ وهل تقوَّلوا على الله؟
هؤلاء الأشخاص عندهم هم بولس ومؤسس جماعة المورمون المسيحية والبهاء. هذه هي الأسماء التي استطاع المعاندون أن يأتوا بها..
ونقول باختصار: لم يتقوّل أي من هؤلاء على الله تعالى. والسبب ليس تقواهم، بل لأنهم لا يعرفون الوحي الذي نعنيه، ولم يتحدثوا عنه.
أما بولس وهو أقدمهم فقد أرسل عددا من الرسائل، ولكن الناس بعده اعتبروها كتابا مقدسا أو جزءا من الإنجيل. وهذا خطأ الناس، فما دام الرجل لم يقل أنها من الله فلماذا اعتبروها كتابا مقدسا؟ وكل ما قاله بولس أن المسيح ظهر له مرة، وحكى معه عبارة. ومهما كانت حقيقة هذه الرؤيا فلم ينسب بولس وحيا حرفيا لله أو للمسيح، ولم يعلن أنه رسول الله. ولذلك فهو لا يعد متقوِّلا بالمعيار القرآني، وإن كان ضالاًّ أو مفتريًا كاذبًا.
وأما زعيم المورمون فالوحي عنده لا يختلف عن وحي بولس، لذا لا داعي للبحث في قضيته، ولا داعي للبحث في ادعاء أي مسيحي آخر، لأنهم لا يعرفون وحي الله، فكيف يدّعونه؟ وكيف يتقوّلون؟
وأما البهاء فقد بيّنتُ في مقال سابق أن تصوّرَه عن الوحي مختلف عن تصورنا كمسلمين، فالوحي عنده ليس نصًّا من عند الله، ولم يسمعه من الله، ولا من جبريل، بل قلمه أفاض فيه، لأنه صار مظهر الله.
أما كيف صار البهاءُ مظهرَ الله، فهذا ظنُّه، أو ادعاؤه، أو وهمُه، أو حلمُه، أو زعمُه.. هذه احتمالات كلها قائمة، ولا داعي لأن نجزم بواحدة منها، وقد يجمع بين أكثر من واحدة منها.
أما العبارة التي يحتج بها خصومنا -الذين يرون أن المتقولين كثر- على أن البهاء نسب الوحي إلى الله، وهي "هذا ما نزل من جبروت العزة بلسان القدرة والقوة على النبيين من قبل، وإنا أخذنا جواهره وأقمصناه قميص الاختصار" فتفيد أن البهاء يريد أن يأخذ بجوهر ما أنزله الله على النبيين السابقين، وأن يختصره... أي أنه يجتهد ليقدم جوهر تعاليم الأنبياء السابقين مختصرةً. فلو كان ينسب هذا الكلام إلى الله تعالى لقال: هذا ما نزل من الله عليّ، أو هذا ما أوحاه الله إليّ، لكننا لا نجد مثل هذه العبارة. بل الوحي عنده ليس أكثر من أفكار القلب.
ويمكن أن يضيف البعض سجاح ودوئي الأمريكي، أما سجاح فقد أسلمت وحسن إسلامها، ولم تستمر على ادعائها النبوة.. هذا على فرض أنها كانت قد ادّعت النبوة كما نسب لها، وعلى فرض أنها كانت تدّعي تلقِّي وحي من الله، وعلى فرض أنها كانت تدعو الناس للإيمان بها وطاعتها وطاعة أوامر الله التي تتلقاها.
وأما دوئي فقد أهين وثبت كذبه لأتباعه جميعا، فتخلوا عنه عن بكرة أبيهم، وتوقف عن التقوّل لما خُزي هذا الخزي العظيم وانتهت دعوته، ولم يعُد سببا لإضلال أي بشر. هذا على فرض أن دوئي قد تقوّل على الله بالمعنى الذي ذكرناه، لكنه ليس كذلك، لأنه لم يدّعِ الوحي الحرفي، كما أن ادعاء الوحي الحرفي لا يتناسب مع الفكرة الأساسية للمسيحية عن الوحي والمقصورة على تأييد الروح القدس للرسل على طريقة بولس.
لذلك فإن التقوّل الذي نسبه المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام إلى دوئي لا يعني التقوّل كمصطلح قرآني، لأنه لا يتضمن نصًّا حرفيًّا، بل هو مجرد الادعاء كذبا وزورا.. ثم وعلى فرض أنه تقوّل فهو تقوّل على المسيح لا على الله.
باختصار، لا يعتبر دوئي متقولاً لم يُقتل قتلا، لسببين: أولهما أنه تخلّى عن افترائه قبل موته، وثبت كذبه للجميع الذين تخلوا عنه، وثانيهما أنه ليس متقولا بالمعنى القرآني الذي عرَّفناه آنفًا. فكلُّ سببٍ من هذين السببين كافٍ وحدَه لإثبات أن حالته لم تُناقض آيةَ التقوّل.
نتائج القول بعدم القضاء على دعوة المتقوِّل:
يقول خصومنا إنه يمكن أن يتقول على الله أي شخص، ويمكن أن يؤسس جماعة، ويمكن أن تضلّ جماعتُه ملايين الناس. والله لا يقضي عليهم، بل يمدهم في ضلالهم. ودليلهم أن آية التقوّل خاصة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن هناك المورمون والبهائية والأحمدية.
وقولهم هذا يتضمن ما يلي:
1- إساءة ظن بالله الذي يسكت على من يتقوّل عليه، وأنه سبحانه لا يريد الهداية للناس، ولا يهتمّ بتبليغهم الحق. بل يمكن أن يخلط الصادق بالكاذب، بل يمكن أن يزوّد الدجال الذي في ذهنهم بمعجزات تفوق معجزات الأنبياء.
2- كما يتضمن هدم دليل من أدلة صدق الرسول صلى الله عليه وسلم الهامة، وهو الذي أطال ابن أبي العز الحنفي وغيره من العلماء في شرحه.
3- وهو يتضمن الافتراء على الناس وتقويلهم ما لم يقولوه. وهذه جرأة لا يَقْدُم عليها مؤمن.
شبهة:
وهناك شبهة يطرحها البعض: هل قتْلُ أي مدعٍ للنبوة يتضمن أنه متقوّل على الله؟
الجواب: كلا، بل يمكن أن يُقتل النبي الصادق.. وليس هنالك مِن دليل يمنع ذلك.
فالسؤال اللاحق: كيف يمكن التمييز إذن بين الصادق والكاذب؟
الجواب: لا يمكن أن يُقتل النبيّ بحيث تنتهي دعوته، بل لا بدّ أن تنجح دعوته وتستمر من بعده. لأن هذا وعد الله. وأما المتقوِّل فلا يمكن أن تنجح دعوته، ولا بد من استئصالها في حياته، سواء بتوبته وتراجعه أو بقتله الذي لا يُبقي لجماعته ودعوته أثر. فإذا قُتل النبيُّ، فلا بد أن يهيئ الله من الحجج التي تدل على صدقه بشكل قاطع حتى تستمر دعوته، لأن النبي لا بد أن تنتصر دعوته ولو بعد وفاته. يقول الله تعالى {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} ويقول سبحانه {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }.. أما كيف يهيئ الله هذه الأدلة وهذا النصر المباشر، فهذا عِلمه ووسائله وتفصيله عند الله. أما نحن فعندنا قاعدة نصر الرسول، وقاعدة القضاء على دعوة المتقوِّل. وهذه القواعد مؤصّلة بوضوح في القرآن العظيم الذي ما كان الله ليفرِّط فيه مثل هذا الأمر العظيم. فحياةُ النبي ليست هي المهمة، بل دعوته. كما أن قتل المتقوِّل ليس هو المهم، بل دعوته. فإذا انتهت دعوة المتقول من غير قتله فقد لا يُقتل قتلا.
جوهر آية التقوّل ومدة التقوّل؟
لماذا يقتل الله المتقوِّل عليه؟ وهل يقتله فورا؟
جوهرها أن لا يختلط الصادق بالكاذب، وأن لا توجد في الدنيا دعوى أسسها متقوِّل على الله. ومدة التقوّل غير محددة، لكن المهم هو ألا يحدث أي ضلال بسبب هذا المتقوِّل. المهم هو القضاء على دعوته من جذورها، وهو أهم مِن قتله.
السؤال الأهم: هل يمكن أن يقتل الله المتقوِّل وتظل دعوتُه؟ والجواب: كلا، هذا محال. فالمهم هو قتل دعوة المتقوِّل واجتثاثها. وما قيمة قتله إن ظلّت دعواه قائمة؟
نعم، الآية تصرّح بقتل المتقوِّل، لكن مضمونها هو قتل دعوته، فإذا كان قتل دعوته يتم بتوبته أو تخلّيه عنها اضطرارا بعد ثبوت كذبه لأتباعه فقد لا يُقتل، لأن تقوّله انتهى، وهذا هو المهم، وما دام تقوّله قد انتهى فلم يعُد التهديد يطاله.
باختصار، إذا كان القضاء على دعوة المتقوِّل يمكن من خلال طرق أخرى فلا يصبح قتله مهمًّا، وذلك كما في حالة تراجع المتقوِّل وتوبته، أو في حالة انفضاح أمره وانهياره وتخلّي أتباعه جميعا عنه وثبوت كذبه لهم بدليل قاطع، بل إن بقاءه يعيش بانحطاط وذل وهوان وخسّة بين من كانوا يؤمنون سابقا بنبوته ثم صاروا يؤمنون بدجله له تأثير أقوى من القتل الجسدي.. ففي هاتين الحالتين قد يعيش الذي كان متقوِّلا مدة تطول أو تقصر ما دامت جماعته لم تقم لها قائمة ولن تقوم إلى الأبد. وبهذا يمكن تفسير عدم قتل سجاح ودوئي على فرض تقوّلهما، فسجاح تابت وأسلمت. أما دوئي المسيحي الذي قال عنه المسيح الموعود عليه السلام "كان معه زهاء مائةِ ألفٍ من المريدين... وكان يدَّعي الرسالة والنبوّة... فالناظر من المسلمين في ترقّياته، مع افترائه وتقوُّله، إن كان ضعيفًا ضلّ وحارَ... وإذا أنزل الله قدره ليُصدّق ما قلتُ في مآل حياته، فانقلبت أيّامُ عيشه ومسرّاته، وأراه الله دائرةَ السَّوء، ولُدغ كلَّ لَدْغٍ مِن حَيَواته، أعني أفاعي أعمالِه وسيّآته. فعاد الهِمْلاجُ قَطُوفًا، وانقلب الديباج صوفًا، وهلمّ جرّا. إلى أنّه أُخرج من بلدته التي بناها بصرف الخزائن، وحُرّم عليه كلّ ما شَيّد من المقاصر ببذل الدفائن، بل ما كفى الله على هذا، وأنزل عليه جميع قضائه وقدره، وحطّ سائر وجوه شأنه وقدره.... ورأى خِزيًا كثيرًا من الزوجة والأحباب والأبناء، حتى إنّ أباه أشاع في بعض جرائد أمريكة أنه زنيمٌ ولدُ الزنا وليس من نُطفته.... وانتشر كلُّ مَن كان معه من الأتباع" فيتضح أن دعواه قد انتهت إلى الأبد في حياته، ولقي الذل في حياته، وانفضّ عنه آلاف الأتباع عن بكرة أبيهم في حياته. وانتهى تقوّله في حياته اضطرارا، مهما كان نوع تقوّله، فلم يعُد هناك أي داعٍ لقتله، بل عاش يذوق مرارة الخزي وانتظار الموت في مباهلة المسيح الموعود عليه السلام.
أين دعوات المتقوّلين وجماعاتهم؟
ابحثوا في العالم كله عن جماعة أسسها متقوِّل على الله، فلن تجدوا. هذه هي العبرة من كل ما قلنا. وهذا دليل على عظمة الله وعلى نصْر الله وعلى هداية الله وعلى قدرة الله وعلى أنه يريد لنا الخير.. فالمسألة متعلقة بصفات الله أولا. ثم هي دليل على صدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم هي دليل على صدق المسيح الموعود عليه السلام. إنها الثقة في الله قبل كل شيء، ثم الثقة برسله وبرسالاته.
الخلاصة:
باختصار إن هذه العلامة ذات أهمية كبيرة لمعرفة الصادق. فالشخص الذي يثبت أنه ادعى أنه نبي مرسل من عند الله ونسب وحيًا حرفيًّا نصيًّا إلى الله تعالى بكل وضوح ثم لم يقتل قتلا فهو صادق. وهذه هي الفائدة العظمى من هذه القاعدة.
أي أننا يجب أن ننظر في حال من ادعى دعوى ولم يمت قتلا، ونتأكد إن كان قد ادعى النبوة وادعى وحيا حرفيا، فإنْ رأيْنا ذلك فعلينا التسليم بأنه صادق.
أما دعوة المتقوِّل فلا بدّ من القضاء عليها نهائيا بمجرد قتله أو في حياته بتراجعه عنها من خلال توبةٍ صحيحة أو اضطرارا.
وبهذا لن يكون أي مجال للخلط بين دعوة الصادق والكاذب، ولن يكون أي مجال للخداع والتضليل، بل لا يكفر إلا من ختم الله على قلبه، ولا يؤمن إلا من يستحق هذا الإيمان. أما أن تكون هناك حالة بحيث يكفر بالنبيّ تقيّ ويؤمن به شرير فهي حالة مستحيلة.
وهذا المعيار من أهم معايير صدق الأنبياء بعد انقضاء حياتهم، حيث يصبح عدم قتلهم وازدهار دعوتهم دليلا قاطعا على صدقهم.
هاني طاهر 18-10-09
التقوُّل على الله هو أن ينسب المرء إلى الله وحيا حرفيًّا، ثم يكرر ذلك، ثم يؤكده بأشد أنواع التأكيد، وذلك بالحلْف بأغلظ الأيمان، ثم يدعو الناس لتصديقه واتّباعه والإيمان بوحيه باعتباره مرسلا لإيصال رسالة الله للبشر، وأنّ مَن لم يؤمن به سيعاقبه الله.
أما أن يقول أحدهم أنه تلقَّى وحيًا مرة أو مرتين أو مرات معدودة، أو ينسب إلى الله مجرد عبارات لا تتضمن وجوب الإيمان به، أو ينسب إلى الله أنه يوفِّقه ويعينه، أو يرفض أن يؤكد وحيه مرة تلو مرة وبأهمّ أنواع التأكيد، فهذا كله ليس من التقوّل، بل يمكن أن نعتبره من باب الوهم أو التضليل أو الخداع أو ما شابه.
ولقد توعد الله تعالى المتقوِّل عليه بالقتل مستخدما عبارات لا مجال للخطأ والتردد في تفسيرها، حيث يقول سبحانه وتعالى: (إنَّـه لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلاً مَا تُؤْمِنُونَ * وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ * تَنـزيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ * وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لأخَذْنَا مِنـه بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنـه الْوَتِينَ * فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنـه حَاجِزِينَ).
تقول الآيات: أيها الناس، هذا الكلام هو تنـزيل من رب العالمين، وليس من تأليف الشعراء، ولا الكهان؛ ولو أنه صلى الله عليه وسلَّم قد جاء بـه من عند شاعر أو من عند كاهن، ثم نسبـه إلى اللـه تعالى متقوِّلا عليه لقُتل شرَّ قِتلة، من دون أنْ يتمكن أحد من الدفاع عنـه. وحيث إنَّ شيئًا من هذا لم يحصل، فهو الدليل الواضح البيِّن على صدقه.
وقال بعض المعاندين "إنها خاصة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلَّم".
ولو كانت خاصة به صلى الله عليه وسلَّم لما كان لـها معنى في محاجّة الكفار. والذي يقرأ الآيات يلاحظ موقع هذه الآية، حيث جاءت بعد نفي أنْ يكون هذا القرآن نقلا عن أحد الشعراء أو أحد الكهان، ثم بيّنت سبب عدم إمكانية هذا الاحتمال، وهو قطع وتين من يتقوّل على اللـه تعالى، كناية عن قتلـه، كما جاء في مختلف كتب التفسير.
الآية تبيّن دليلا أن هذا الكلام من رب العالمين، وتطرح دليلا عقليًّا، وهو أن من تقوَّل على الله الكذب لا بد أن يُقطع وتينه ولن يكون أحد مدافعا وحاجزا عنه. فهذه قاعدة عقلية عامة. ولا أعرف خلافا بين المفسرين في هذا. لماذا؟ لأنه لا يليق بالله أن يسكت على مَن يتحدث باسمه، لأن هذا يتناقض مع أنه سبحانه هو الهادي، ذلك أنه {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ }، فلو سمح باختلاط الصادق بالكاذب لما كان هاديا ونصيرا، بل كان مضلا ونصيرا للكافرين والعياذ بالله. كما أنه يتناقض مع أنه تعالى هو القادر القويّ، لأن القادر القويّ لا يسمح لأحد بالتحدث باسمه ويضل الناس باسمه.
وقال آخرون: إنَّ الآية خاصة بمن يرسلـه اللـه نبيًّا، ثم يتقّول من عند نفسه، فذاك فقط يُقتل شر قِتلة، ولا يمكن أنْ يبقى حيًّا يفتن الناس.
وهذا من أسخف ما سمعت؛ لأن الكفار لم يقولوا مرةً أن النبي صلى الله عليه وسلم صادق فيما نسبه إلى الله، ولكننا نخاف أن يتقول على الله مستقبلا، وأننا نريد ضمانا من الآن!! هذا لم يخطر بالبال.
ليس هناك عاقل يصدق نبيا ثم يشك في إمكانية أن يتقوّل هذا النبي على الله.
وإذا كان هناك أي احتمالية لِتقوّلِ النبي نفسه على الله فعلى الدنيا السلام! الحق أن هذه الفكرة بلغت من الشر وسوء الظن والعبثية الغاية.. بالله عليكم، ما قيمة الآية في هذه الحالة؟ هل هي طَمْأنةٌ للمسلمين؟ هل كان قلب أبي بكر وعليّ يتوجس خيفة من افتراء أفضل البشر في المستقبل؟ من هو الذي يخطر بباله مثل هذا الخاطر الشيطاني؟
هل حدث أن آمن بعضُ الناس بالرسول صلى الله عليه وسلَّم ثم اتَّهموه بأنه بدأ يفتري على الله الكذب؟ هل حدث أن آمن أناس بنبي ثم اتّهموه فيما بعد؟
يمكن أن يؤمن شخص بنبي ثم يكفر به، وسيقول في هذه الحالة إن النبي كذاب منذ يومه الأول، وأنا كنت مخدوعا. ولن يقول إن النبي كان صادقا ثم صار يكذب فجأة؟ هذا غير حاصل قط.
فبهت الذي كفر
كان صديقي أبو ثناء إماما في مسجد قرية "إسكاكا"، فذهبت أبلغه دعوة المسيح الموعود عليه السلام، فبدأتُ معه كما يلي:
هاني: ما مصير مَن يتقوّل على الله وينسب إليه وحيًا؟
أبو ثناء: لا بدّ أن يُقتل شرّ قتلة وتنتهي دعوته.
هاني: هل أنت متأكد من هذا؟
أبو ثناء: هذا من أهم أدلة صدق الرسول صلى الله عليه وسلم التي نحتج بها على النصارى؟ وقد قال الله تعالى ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه بالوتين..... .
هاني: لعلّ بعض الناس لهم قول آخر في الآية، فهل هذا ما اتفق عليه المفسرون، وأنت الأدرى بذلك؟
أبو ثناء: لا خلاف في تفسير هذه الآية، ولكن ماذا يمكن للنصارى والكفار أن يقولوا: هل تراهم يقبلون بهذا الدليل العقلي الدامغ؟
هاني: لكن، هل تعرف جماعة اسمها الجماعة الإسلامية الأحمدية؟ وهل تعرف مؤسسها ودعواه؟
فأخذ أبو ثناء يتلعثم ووجْهُهُ يتلوَّن بمختلف الألوان، ثم قال: إلا ميرزا، فلا أعرف لماذا لم تنطبق عليه الآية. لكنه متقوِّل بكل يقين.
فخلال بضع ثوانٍ لم تعُد الآية يقينية، وتغير كل شيء فجأة!!
هذا هو تحريف الكلم عن موضعه. وهذا المثال شهدته بنفسي بعد أسابيع من إيماني بالمسيح الموعود عليه السلام، فحمدتُ الله الذي حَبَّبَ إِلَيْنا الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِنا وَكَرَّهَ إِلَيْنا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ.
ابن أبي العزِّ الحنفيّ شارح العقيدة الطحاوية
شاء الله أن تكون العقيدة الطحاوية مقبولة بين عامة المسلمين، وشاء الله أن يكون شرح ابن أبي العزّ هو الشائع، وشاء الله أن يقول فيه ابن أبي العزّ: "إذا كان محمد صلى الله عليه وسلَّم عندهم ليس بنبي صادق، بل ملك ظالم، فقد تـهيأ لـه أنْ يفتري على اللـه ويتقوَّل عليه، ويستمر حتى يحلّل ويحرّم، ويفرض الفرائض، ويشرع الشرائع وينسخ الملل، ويضرب الرقاب، ويقتل أتباع الرسل وهم أهل الحق، ويسبي نساءهم، ويغنم أموالـهم وديارهم، ويتم لـه ذلك حتى تفتح الأرض، وينسب ذلك كلـه إلى أمر اللـه لـه بـه ومحبتـه لـه، والرب تعالى يشاهده وهو يفعل بأهل الحق، وهو مستمر في الافتراء عليه ثلاثًا وعشرين سنة، وهو مع ذلك كلـه يؤيده وينصره ويعلي أمره، ويُمَكِّن لـه من أسباب النصر الخارجة عن عادة البشر. وأبلغ من ذلك أنَّـه يجيب دعواتـه، ويهلك أعداءه، ويرفع لـه ذكره. هذا وهو عندهم في غاية الكذب والافتراء والظلم، فإنَّـه لا أظلم مِمَّن كَذَبَ على اللـه وأبطل شرائع أنبيائه وبَدَّلـها وقتل أولياءه، واستمرت نصرتـه عليهم دائمًا، واللـه تعالى يقره على ذلك، ولا يأخذ منـه باليمين ولا يقطع منـه الوتين . فيلزمهم أنْ يقولوا: لا صانع للعالم ولا مدبر ولو كان لـه مدبر قدير حليم لأخذ على يديه ولقابلـه أعظم مقابلة وجعلـه نكالاً للصالحين. إذ لا يليق بالملوك غير ذلك، فكيف بملك الملوك وأحكم الحاكمين؟ ولا ريب أنَّ اللـه تعالى قد رفع لـه ذكره، وأظهر دعوتـه والشهادة لـه بالنبوَّة على رؤوس الأشهاد في سائر البلاد. ونحن لا ننكر أنَّ كثيرًا من الكذابين قائم في الوجود وظهرت لـه شوكة ولكن لم يتم أمره ولم تطل مدتـه بل سلط اللـه عليه رسلـه وأتباعهم وقطعوا دابره واستأصلوه. هذه سنة اللـه التي قد خلت من قبل حتى إنَّ الكفار يعلمون ذلك. قال تعالى (أَمْ يَقُولُونَ شَاعِرٌ نَتَرَبَّصُ بـه رَيْبَ الْمَنُونِ * قُلْ تَرَبَّصُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُتَرَبِّصِينَ). أفلا تراه يخبر أنَّ كمالـه وحكمتـه وقدرتـه تأبى أنْ يقر من تقوَّل عليه بعض الأقاويل. لا بد أنْ يجعلـه عبرة لعباده كما جرت بذلك سنتـه في المتقولين عليه." .
وشاء الله أن تُكتب مثل هذه العبارات في كتاب حديث معروف، فيقول الدكتور عمر الأشقر: "... ولو فعل هذا ملك من ملوك الأرض، فادعى مُدعٍ أنَّـه مرسل من قبلـه كذبًا وزورًا، وعلم بذلك الملك المفتَرى عليه، فإنَّـه سيلاحقه، وإذا ظفر بـه فسيوقع بـه أشد العذاب، فكيف يليق بخالق الكون العليم الحكيم أنْ يرى ويسمع رجلا يكذب عليه ويزعم أنَّـه رسولـه…؟ هذا لا يكون أبدًا... وإن وقع مثل هذا من كاذب مارق وظهر أمره، وقويت شوكتـه يوما، فلن يطول ذلك، ولا بد أنْ يكشف اللـه أمره، ويهتك ستره، ويسلط عليه من يقهره، ويجعلـه عبرة لغيره، كما فعل اللـه بمسيلمة وسجاح وأسود العنسي من قبل....
التفريق بين التقوّل وبين مجرد الكفر
يعمد البعض إلى الحديث عن الشيوعية والدول الكافرة وسطوتها وقوتها وسيطرتها، فيقيسون عليها ليقولوا بإمكانية سيطرة المتقوِّل وقوته وانتشار دعوته.. فيرد عليهم الدكتور الأشقر بقوله: "وما يذكره بعض المكذبين برسالة محمد صلى الله عليه وسلَّم من أنَّ النصر تم لفرعون ونمرود وجنكيزخان وغيرهم من الملوك الكفرة في القديم والحديث، جوابـه ظاهر، فإنَّ هؤلاء لم يدَّعِ أحد منـهم النبوَّة، وأنَّ اللـه أمره أنْ يدعو إلى عبادتـه وطاعتـه، ومن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار. بخلاف من ادعى أنَّ اللـه أرسلـه، ثم يؤيده اللـه وينصره، وينصر أتباعه، ويجعل العاقبة لـهم فإنَّـه لا يكون إلا رسولاً صادقًا، فلو كان كاذبًا فلا بد أنْ ينتقم اللـه منـه، ويقطع دابره، واعتبر في هذا بحال مسيلمة والأسود العنسي وسجاح".
الآن ما معنى قول الخصوم واحتجاجهم علينا؟
هناك وسيلتان يلجأ إليه الكفار بالمسيح الموعود عليه السلام في مواجهة هذه الآية وهذا الدليل العقلي، وهما: أن الآية خاصة بالنبي الصادق. والثانية: أن هناك كثيرا من المتقوّلين على الله الذين لم يُقتلوا.. بل لا زالت دعوتهم قائمة وقوتهم في ازدياد.
أما الوسيلة الأولى فقد فنّدناها رغم أنها لا تستحق هذا الردّ الطويل. وأما وسيلتهم أو حيلتهم الثانية فيأتون عليها بعدد من الأشخاص الذين سصفونهم أنهم قد تقوّلوا على الله. فمَن هم هؤلاء الأشخاص؟ وهل تقوَّلوا على الله؟
هؤلاء الأشخاص عندهم هم بولس ومؤسس جماعة المورمون المسيحية والبهاء. هذه هي الأسماء التي استطاع المعاندون أن يأتوا بها..
ونقول باختصار: لم يتقوّل أي من هؤلاء على الله تعالى. والسبب ليس تقواهم، بل لأنهم لا يعرفون الوحي الذي نعنيه، ولم يتحدثوا عنه.
أما بولس وهو أقدمهم فقد أرسل عددا من الرسائل، ولكن الناس بعده اعتبروها كتابا مقدسا أو جزءا من الإنجيل. وهذا خطأ الناس، فما دام الرجل لم يقل أنها من الله فلماذا اعتبروها كتابا مقدسا؟ وكل ما قاله بولس أن المسيح ظهر له مرة، وحكى معه عبارة. ومهما كانت حقيقة هذه الرؤيا فلم ينسب بولس وحيا حرفيا لله أو للمسيح، ولم يعلن أنه رسول الله. ولذلك فهو لا يعد متقوِّلا بالمعيار القرآني، وإن كان ضالاًّ أو مفتريًا كاذبًا.
وأما زعيم المورمون فالوحي عنده لا يختلف عن وحي بولس، لذا لا داعي للبحث في قضيته، ولا داعي للبحث في ادعاء أي مسيحي آخر، لأنهم لا يعرفون وحي الله، فكيف يدّعونه؟ وكيف يتقوّلون؟
وأما البهاء فقد بيّنتُ في مقال سابق أن تصوّرَه عن الوحي مختلف عن تصورنا كمسلمين، فالوحي عنده ليس نصًّا من عند الله، ولم يسمعه من الله، ولا من جبريل، بل قلمه أفاض فيه، لأنه صار مظهر الله.
أما كيف صار البهاءُ مظهرَ الله، فهذا ظنُّه، أو ادعاؤه، أو وهمُه، أو حلمُه، أو زعمُه.. هذه احتمالات كلها قائمة، ولا داعي لأن نجزم بواحدة منها، وقد يجمع بين أكثر من واحدة منها.
أما العبارة التي يحتج بها خصومنا -الذين يرون أن المتقولين كثر- على أن البهاء نسب الوحي إلى الله، وهي "هذا ما نزل من جبروت العزة بلسان القدرة والقوة على النبيين من قبل، وإنا أخذنا جواهره وأقمصناه قميص الاختصار" فتفيد أن البهاء يريد أن يأخذ بجوهر ما أنزله الله على النبيين السابقين، وأن يختصره... أي أنه يجتهد ليقدم جوهر تعاليم الأنبياء السابقين مختصرةً. فلو كان ينسب هذا الكلام إلى الله تعالى لقال: هذا ما نزل من الله عليّ، أو هذا ما أوحاه الله إليّ، لكننا لا نجد مثل هذه العبارة. بل الوحي عنده ليس أكثر من أفكار القلب.
ويمكن أن يضيف البعض سجاح ودوئي الأمريكي، أما سجاح فقد أسلمت وحسن إسلامها، ولم تستمر على ادعائها النبوة.. هذا على فرض أنها كانت قد ادّعت النبوة كما نسب لها، وعلى فرض أنها كانت تدّعي تلقِّي وحي من الله، وعلى فرض أنها كانت تدعو الناس للإيمان بها وطاعتها وطاعة أوامر الله التي تتلقاها.
وأما دوئي فقد أهين وثبت كذبه لأتباعه جميعا، فتخلوا عنه عن بكرة أبيهم، وتوقف عن التقوّل لما خُزي هذا الخزي العظيم وانتهت دعوته، ولم يعُد سببا لإضلال أي بشر. هذا على فرض أن دوئي قد تقوّل على الله بالمعنى الذي ذكرناه، لكنه ليس كذلك، لأنه لم يدّعِ الوحي الحرفي، كما أن ادعاء الوحي الحرفي لا يتناسب مع الفكرة الأساسية للمسيحية عن الوحي والمقصورة على تأييد الروح القدس للرسل على طريقة بولس.
لذلك فإن التقوّل الذي نسبه المسيح الموعود عليه الصلاة والسلام إلى دوئي لا يعني التقوّل كمصطلح قرآني، لأنه لا يتضمن نصًّا حرفيًّا، بل هو مجرد الادعاء كذبا وزورا.. ثم وعلى فرض أنه تقوّل فهو تقوّل على المسيح لا على الله.
باختصار، لا يعتبر دوئي متقولاً لم يُقتل قتلا، لسببين: أولهما أنه تخلّى عن افترائه قبل موته، وثبت كذبه للجميع الذين تخلوا عنه، وثانيهما أنه ليس متقولا بالمعنى القرآني الذي عرَّفناه آنفًا. فكلُّ سببٍ من هذين السببين كافٍ وحدَه لإثبات أن حالته لم تُناقض آيةَ التقوّل.
نتائج القول بعدم القضاء على دعوة المتقوِّل:
يقول خصومنا إنه يمكن أن يتقول على الله أي شخص، ويمكن أن يؤسس جماعة، ويمكن أن تضلّ جماعتُه ملايين الناس. والله لا يقضي عليهم، بل يمدهم في ضلالهم. ودليلهم أن آية التقوّل خاصة بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن هناك المورمون والبهائية والأحمدية.
وقولهم هذا يتضمن ما يلي:
1- إساءة ظن بالله الذي يسكت على من يتقوّل عليه، وأنه سبحانه لا يريد الهداية للناس، ولا يهتمّ بتبليغهم الحق. بل يمكن أن يخلط الصادق بالكاذب، بل يمكن أن يزوّد الدجال الذي في ذهنهم بمعجزات تفوق معجزات الأنبياء.
2- كما يتضمن هدم دليل من أدلة صدق الرسول صلى الله عليه وسلم الهامة، وهو الذي أطال ابن أبي العز الحنفي وغيره من العلماء في شرحه.
3- وهو يتضمن الافتراء على الناس وتقويلهم ما لم يقولوه. وهذه جرأة لا يَقْدُم عليها مؤمن.
شبهة:
وهناك شبهة يطرحها البعض: هل قتْلُ أي مدعٍ للنبوة يتضمن أنه متقوّل على الله؟
الجواب: كلا، بل يمكن أن يُقتل النبي الصادق.. وليس هنالك مِن دليل يمنع ذلك.
فالسؤال اللاحق: كيف يمكن التمييز إذن بين الصادق والكاذب؟
الجواب: لا يمكن أن يُقتل النبيّ بحيث تنتهي دعوته، بل لا بدّ أن تنجح دعوته وتستمر من بعده. لأن هذا وعد الله. وأما المتقوِّل فلا يمكن أن تنجح دعوته، ولا بد من استئصالها في حياته، سواء بتوبته وتراجعه أو بقتله الذي لا يُبقي لجماعته ودعوته أثر. فإذا قُتل النبيُّ، فلا بد أن يهيئ الله من الحجج التي تدل على صدقه بشكل قاطع حتى تستمر دعوته، لأن النبي لا بد أن تنتصر دعوته ولو بعد وفاته. يقول الله تعالى {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} ويقول سبحانه {إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا }.. أما كيف يهيئ الله هذه الأدلة وهذا النصر المباشر، فهذا عِلمه ووسائله وتفصيله عند الله. أما نحن فعندنا قاعدة نصر الرسول، وقاعدة القضاء على دعوة المتقوِّل. وهذه القواعد مؤصّلة بوضوح في القرآن العظيم الذي ما كان الله ليفرِّط فيه مثل هذا الأمر العظيم. فحياةُ النبي ليست هي المهمة، بل دعوته. كما أن قتل المتقوِّل ليس هو المهم، بل دعوته. فإذا انتهت دعوة المتقول من غير قتله فقد لا يُقتل قتلا.
جوهر آية التقوّل ومدة التقوّل؟
لماذا يقتل الله المتقوِّل عليه؟ وهل يقتله فورا؟
جوهرها أن لا يختلط الصادق بالكاذب، وأن لا توجد في الدنيا دعوى أسسها متقوِّل على الله. ومدة التقوّل غير محددة، لكن المهم هو ألا يحدث أي ضلال بسبب هذا المتقوِّل. المهم هو القضاء على دعوته من جذورها، وهو أهم مِن قتله.
السؤال الأهم: هل يمكن أن يقتل الله المتقوِّل وتظل دعوتُه؟ والجواب: كلا، هذا محال. فالمهم هو قتل دعوة المتقوِّل واجتثاثها. وما قيمة قتله إن ظلّت دعواه قائمة؟
نعم، الآية تصرّح بقتل المتقوِّل، لكن مضمونها هو قتل دعوته، فإذا كان قتل دعوته يتم بتوبته أو تخلّيه عنها اضطرارا بعد ثبوت كذبه لأتباعه فقد لا يُقتل، لأن تقوّله انتهى، وهذا هو المهم، وما دام تقوّله قد انتهى فلم يعُد التهديد يطاله.
باختصار، إذا كان القضاء على دعوة المتقوِّل يمكن من خلال طرق أخرى فلا يصبح قتله مهمًّا، وذلك كما في حالة تراجع المتقوِّل وتوبته، أو في حالة انفضاح أمره وانهياره وتخلّي أتباعه جميعا عنه وثبوت كذبه لهم بدليل قاطع، بل إن بقاءه يعيش بانحطاط وذل وهوان وخسّة بين من كانوا يؤمنون سابقا بنبوته ثم صاروا يؤمنون بدجله له تأثير أقوى من القتل الجسدي.. ففي هاتين الحالتين قد يعيش الذي كان متقوِّلا مدة تطول أو تقصر ما دامت جماعته لم تقم لها قائمة ولن تقوم إلى الأبد. وبهذا يمكن تفسير عدم قتل سجاح ودوئي على فرض تقوّلهما، فسجاح تابت وأسلمت. أما دوئي المسيحي الذي قال عنه المسيح الموعود عليه السلام "كان معه زهاء مائةِ ألفٍ من المريدين... وكان يدَّعي الرسالة والنبوّة... فالناظر من المسلمين في ترقّياته، مع افترائه وتقوُّله، إن كان ضعيفًا ضلّ وحارَ... وإذا أنزل الله قدره ليُصدّق ما قلتُ في مآل حياته، فانقلبت أيّامُ عيشه ومسرّاته، وأراه الله دائرةَ السَّوء، ولُدغ كلَّ لَدْغٍ مِن حَيَواته، أعني أفاعي أعمالِه وسيّآته. فعاد الهِمْلاجُ قَطُوفًا، وانقلب الديباج صوفًا، وهلمّ جرّا. إلى أنّه أُخرج من بلدته التي بناها بصرف الخزائن، وحُرّم عليه كلّ ما شَيّد من المقاصر ببذل الدفائن، بل ما كفى الله على هذا، وأنزل عليه جميع قضائه وقدره، وحطّ سائر وجوه شأنه وقدره.... ورأى خِزيًا كثيرًا من الزوجة والأحباب والأبناء، حتى إنّ أباه أشاع في بعض جرائد أمريكة أنه زنيمٌ ولدُ الزنا وليس من نُطفته.... وانتشر كلُّ مَن كان معه من الأتباع" فيتضح أن دعواه قد انتهت إلى الأبد في حياته، ولقي الذل في حياته، وانفضّ عنه آلاف الأتباع عن بكرة أبيهم في حياته. وانتهى تقوّله في حياته اضطرارا، مهما كان نوع تقوّله، فلم يعُد هناك أي داعٍ لقتله، بل عاش يذوق مرارة الخزي وانتظار الموت في مباهلة المسيح الموعود عليه السلام.
أين دعوات المتقوّلين وجماعاتهم؟
ابحثوا في العالم كله عن جماعة أسسها متقوِّل على الله، فلن تجدوا. هذه هي العبرة من كل ما قلنا. وهذا دليل على عظمة الله وعلى نصْر الله وعلى هداية الله وعلى قدرة الله وعلى أنه يريد لنا الخير.. فالمسألة متعلقة بصفات الله أولا. ثم هي دليل على صدق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، ثم هي دليل على صدق المسيح الموعود عليه السلام. إنها الثقة في الله قبل كل شيء، ثم الثقة برسله وبرسالاته.
الخلاصة:
باختصار إن هذه العلامة ذات أهمية كبيرة لمعرفة الصادق. فالشخص الذي يثبت أنه ادعى أنه نبي مرسل من عند الله ونسب وحيًا حرفيًّا نصيًّا إلى الله تعالى بكل وضوح ثم لم يقتل قتلا فهو صادق. وهذه هي الفائدة العظمى من هذه القاعدة.
أي أننا يجب أن ننظر في حال من ادعى دعوى ولم يمت قتلا، ونتأكد إن كان قد ادعى النبوة وادعى وحيا حرفيا، فإنْ رأيْنا ذلك فعلينا التسليم بأنه صادق.
أما دعوة المتقوِّل فلا بدّ من القضاء عليها نهائيا بمجرد قتله أو في حياته بتراجعه عنها من خلال توبةٍ صحيحة أو اضطرارا.
وبهذا لن يكون أي مجال للخلط بين دعوة الصادق والكاذب، ولن يكون أي مجال للخداع والتضليل، بل لا يكفر إلا من ختم الله على قلبه، ولا يؤمن إلا من يستحق هذا الإيمان. أما أن تكون هناك حالة بحيث يكفر بالنبيّ تقيّ ويؤمن به شرير فهي حالة مستحيلة.
وهذا المعيار من أهم معايير صدق الأنبياء بعد انقضاء حياتهم، حيث يصبح عدم قتلهم وازدهار دعوتهم دليلا قاطعا على صدقهم.
هاني طاهر 18-10-09
مواضيع مماثلة
» الا عتراض الله ليس كمثله شيء، ولكن يقال أن المؤسس شبه الله بالإخطبوط، فما صحة ذلك؟
» إن كان الإمام المهدي صادقا فلماذا لم يكن اسمه محمد واسم أبيه عبد الله لان جاء في حديث للرسول r: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من أمتي أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبيه".
» شهادات في عظيم منزلة مسيح الامة و مهديها عليه الصلاة و السلام :
» قل كلمة حب فى الله
» رؤيــة الله .. !!
» إن كان الإمام المهدي صادقا فلماذا لم يكن اسمه محمد واسم أبيه عبد الله لان جاء في حديث للرسول r: "لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلا من أمتي أو من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبيه".
» شهادات في عظيم منزلة مسيح الامة و مهديها عليه الصلاة و السلام :
» قل كلمة حب فى الله
» رؤيــة الله .. !!
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى