كيف تزوج الرسول بتسع نساء علماً أن التشريع القرآني أحل للرجل الزواج بأربع نساء فقط؟
منتديات صوت الإسلام صوت الأحمدية :: ۩ ۞ ۩ قسم الحوار الاسلامي المسيحي ۩ ۞ ۩ :: أسئلة جريئة وأجوبة في الصميم
صفحة 1 من اصل 1
كيف تزوج الرسول بتسع نساء علماً أن التشريع القرآني أحل للرجل الزواج بأربع نساء فقط؟
لا بد أولا من التأكيد على الحقائق التالية:
1- تزوج الرسول السيدة خديجة وهو ابن خمسة وعشرين عاما وكانت تبلغ أربعين عاما. واستمر زواجه لها حتى توفيت في فيما يقارب السنة العاشرة للبعثة. وكان يبلغ من العمر حوالي خمسين عاما وكانت قد توفيت في الخامسة والستين. ولم يكن متزوجا غيرها طوال هذه المدة.
2- بعد وفاة السيدة خديجة بفترة من الزمن تزوج السيدة سودة بنت زمعة ولم يتزوج غيرها لثلاث سنوات تقريبا. وكانت السيدة سودة أرملة كبيرة في السن يقارب عمرها الخامسة والخمسين.
3- تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم باقي زوجاته بين السنة الثانية والسنة السابعة للهجرة وكنّ كلهنّ من الأرامل والمطلقات باستثناء السيدة عائشة التي كانت بكرا صغيرة، وكان منهن من كنّ زوجات لصحابة استشهدوا في بدر وأحد أو توفوا في تلك الفترة. وكانت هذه الفترة فترة عصيبة جدا على الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب أنها كانت فترة الحروب والتربص بالإسلام والمسلمين. فمن غير المعقول أن يكون راغبا في الزواج للتمتع بنعيم الدنيا في تلك الفترة العصيبة، بل كان واضحا أن الدافع الرئيس وراء زواجه كان جبر خواطر الكثيرين ولأسباب تربوية دينية.
4- استقرت الأحوال بعد فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، ودانت الجزيرة العربية بالولاء للرسول صلى الله عليه وسلم وبدأت الغنائم والأنفال تفيض عليه. وفي تلك الفترة لم يتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم أية امرأة. فلو كان راغبا في الدنيا ونعيمها، لكان أولى أن يبحث عن الزواج في تلك الفترة من الاستقرار .
أما احتفاظ الرسول صلى الله عليه وسلم بعدد أكبر من أربع نساء فلهذا سياقه الواضح. فقد كان الرسول متزوجا من نساء فوق الأربع كما كان غيره من المسلمين، وعندما نزل الحكم بتحديد العدد بأربع، بدأ الصحابة بتطليق ما يفوق عن هذا العدد من نسائهم. أما زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فقد أعطاه الله تصريحا خاصا للاحتفاظ بهن كلهن، وذلك كان رحمة خاصة من الله تعالى بهنّ. فالمرأة التي تشرفت بأن تكون زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم سيكون مؤلما جدا لها أن تجرد من هذا الشرف العظيم، هذا علاوة على أن الله تعالى قد حرّم زواج نساء النبي من غيره بعده واعتبره إثما عظيما؛ بسبب أن نساء النبي هن أمهات المؤمنين، فمن غير المقبول أن يتزوجهن أحد من المؤمنين. وهكذا، فلم يكن هنالك من سبيل لهن للخروج من هذه العصمة الشريفة إلى أي خيار متاح منطقي مقبول لهن.
وبسبب خصوصية حياتهن مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقد صرح القرآن الكريم بأن لهن معاملة خاصة، بحيث أن أي عمل صالح يضاعف لهنّ، كما أنهن لو ارتكبن إثما فإنه يضاعف لهنّ أيضا؛ لأنه سيمس مقام النبي وسمعته التي يجب أن يكنّ في أعلى درجات الحرص عليها. وهكذا فقد كان ظرفهن خاص جدا، وهو ظرف ليس جذابا على الصعيد الدنيوي على كل حال. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أُمر من الله تعالى من قبل أن يعطيهن الخيار بالبقاء معه أو التمتع بالأمور الدنيوية، فاخترن أن يكن معه وأن يقنتن لله ولرسوله.
وهكذا، فعند نزول حكم تحديد العدد، فقد كان من الظلم أن يطبق عليهن هن أيضا بسبب ظرفهن الخاص شديد الحساسية، وبسبب ما قدمنه من تضحيات ليبقين في العصمة النبوية. فلأجل ذلك، وتقديرا لهذا الظرف الخاص وللتضحية التي قدمنها، فقد منع الله الرسول صلى الله عليه وسلم من تطليقهن أو من الزواج بعد ذلك. ويمكن مراجعة سورة الأحزاب للاطلاع على الآيات التي تخص ما قمت بشرحه.
وبالنظر بشكل موضوعي إلى السياق التاريخي والظروف والملابسات، لا يملك المنصف إلا أن يدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن راغبا بالنساء ولا بالدنيا بما فيها؛ وإلا لأكثر من الزواج وهو في سن الشباب، أو لتزوج عندما كان بيده الملك والثروة من شابات أبكار وليس من أرامل ومطلقات. كما أن هذا التصريح بالاحتفاظ بنسائه صلى الله عليه وسلم لم يكن في حقيقته إلا لمصلحتهن وليس لمصلحته. ومع ذلك، فمقابل هذا التصريح، الذي لم يكن لمصلحته على كل حال، فرض الله عليه قيدا لم يفرضه على أحد من المسلمين، وهو أنه ممنوع من الزواج بعد ذلك التاريخ وأنه غير مسموح له بتطليق أي من زوجاته!
فلماذا ينظر المتعرضون إلى التصريح الخاص دون النظر إلى السياق، ولا يرون القيد الخاص الذي فُرض عليه صلى الله عليه وسلم؟!
وفي الحقيقة فإن حياة النبي صلى الله عليه وسلم بكل جزئياتها كانت دوما فوق مستوى الشبهات، وهي فياضة بالنور العظيم الذي يشع من شخصيته العظيمة المباركة. فعجبا للمعارضين الذين لا يرون هذا النور العظيم!
نسأل الله تعالى أن يرحمنا مما نلقى من الآلام في هذا الوقت الذي نرى فيه من يتطاول على مقام سيدنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم.. وحسبنا الله ونعم الوكيل!
تميم أبو دقة
1- تزوج الرسول السيدة خديجة وهو ابن خمسة وعشرين عاما وكانت تبلغ أربعين عاما. واستمر زواجه لها حتى توفيت في فيما يقارب السنة العاشرة للبعثة. وكان يبلغ من العمر حوالي خمسين عاما وكانت قد توفيت في الخامسة والستين. ولم يكن متزوجا غيرها طوال هذه المدة.
2- بعد وفاة السيدة خديجة بفترة من الزمن تزوج السيدة سودة بنت زمعة ولم يتزوج غيرها لثلاث سنوات تقريبا. وكانت السيدة سودة أرملة كبيرة في السن يقارب عمرها الخامسة والخمسين.
3- تزوج الرسول صلى الله عليه وسلم باقي زوجاته بين السنة الثانية والسنة السابعة للهجرة وكنّ كلهنّ من الأرامل والمطلقات باستثناء السيدة عائشة التي كانت بكرا صغيرة، وكان منهن من كنّ زوجات لصحابة استشهدوا في بدر وأحد أو توفوا في تلك الفترة. وكانت هذه الفترة فترة عصيبة جدا على الرسول صلى الله عليه وسلم بسبب أنها كانت فترة الحروب والتربص بالإسلام والمسلمين. فمن غير المعقول أن يكون راغبا في الزواج للتمتع بنعيم الدنيا في تلك الفترة العصيبة، بل كان واضحا أن الدافع الرئيس وراء زواجه كان جبر خواطر الكثيرين ولأسباب تربوية دينية.
4- استقرت الأحوال بعد فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، ودانت الجزيرة العربية بالولاء للرسول صلى الله عليه وسلم وبدأت الغنائم والأنفال تفيض عليه. وفي تلك الفترة لم يتزوج الرسول صلى الله عليه وسلم أية امرأة. فلو كان راغبا في الدنيا ونعيمها، لكان أولى أن يبحث عن الزواج في تلك الفترة من الاستقرار .
أما احتفاظ الرسول صلى الله عليه وسلم بعدد أكبر من أربع نساء فلهذا سياقه الواضح. فقد كان الرسول متزوجا من نساء فوق الأربع كما كان غيره من المسلمين، وعندما نزل الحكم بتحديد العدد بأربع، بدأ الصحابة بتطليق ما يفوق عن هذا العدد من نسائهم. أما زوجات النبي صلى الله عليه وسلم فقد أعطاه الله تصريحا خاصا للاحتفاظ بهن كلهن، وذلك كان رحمة خاصة من الله تعالى بهنّ. فالمرأة التي تشرفت بأن تكون زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم سيكون مؤلما جدا لها أن تجرد من هذا الشرف العظيم، هذا علاوة على أن الله تعالى قد حرّم زواج نساء النبي من غيره بعده واعتبره إثما عظيما؛ بسبب أن نساء النبي هن أمهات المؤمنين، فمن غير المقبول أن يتزوجهن أحد من المؤمنين. وهكذا، فلم يكن هنالك من سبيل لهن للخروج من هذه العصمة الشريفة إلى أي خيار متاح منطقي مقبول لهن.
وبسبب خصوصية حياتهن مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقد صرح القرآن الكريم بأن لهن معاملة خاصة، بحيث أن أي عمل صالح يضاعف لهنّ، كما أنهن لو ارتكبن إثما فإنه يضاعف لهنّ أيضا؛ لأنه سيمس مقام النبي وسمعته التي يجب أن يكنّ في أعلى درجات الحرص عليها. وهكذا فقد كان ظرفهن خاص جدا، وهو ظرف ليس جذابا على الصعيد الدنيوي على كل حال. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم قد أُمر من الله تعالى من قبل أن يعطيهن الخيار بالبقاء معه أو التمتع بالأمور الدنيوية، فاخترن أن يكن معه وأن يقنتن لله ولرسوله.
وهكذا، فعند نزول حكم تحديد العدد، فقد كان من الظلم أن يطبق عليهن هن أيضا بسبب ظرفهن الخاص شديد الحساسية، وبسبب ما قدمنه من تضحيات ليبقين في العصمة النبوية. فلأجل ذلك، وتقديرا لهذا الظرف الخاص وللتضحية التي قدمنها، فقد منع الله الرسول صلى الله عليه وسلم من تطليقهن أو من الزواج بعد ذلك. ويمكن مراجعة سورة الأحزاب للاطلاع على الآيات التي تخص ما قمت بشرحه.
وبالنظر بشكل موضوعي إلى السياق التاريخي والظروف والملابسات، لا يملك المنصف إلا أن يدرك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن راغبا بالنساء ولا بالدنيا بما فيها؛ وإلا لأكثر من الزواج وهو في سن الشباب، أو لتزوج عندما كان بيده الملك والثروة من شابات أبكار وليس من أرامل ومطلقات. كما أن هذا التصريح بالاحتفاظ بنسائه صلى الله عليه وسلم لم يكن في حقيقته إلا لمصلحتهن وليس لمصلحته. ومع ذلك، فمقابل هذا التصريح، الذي لم يكن لمصلحته على كل حال، فرض الله عليه قيدا لم يفرضه على أحد من المسلمين، وهو أنه ممنوع من الزواج بعد ذلك التاريخ وأنه غير مسموح له بتطليق أي من زوجاته!
فلماذا ينظر المتعرضون إلى التصريح الخاص دون النظر إلى السياق، ولا يرون القيد الخاص الذي فُرض عليه صلى الله عليه وسلم؟!
وفي الحقيقة فإن حياة النبي صلى الله عليه وسلم بكل جزئياتها كانت دوما فوق مستوى الشبهات، وهي فياضة بالنور العظيم الذي يشع من شخصيته العظيمة المباركة. فعجبا للمعارضين الذين لا يرون هذا النور العظيم!
نسأل الله تعالى أن يرحمنا مما نلقى من الآلام في هذا الوقت الذي نرى فيه من يتطاول على مقام سيدنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم.. وحسبنا الله ونعم الوكيل!
تميم أبو دقة
مواضيع مماثلة
» عقيدتنا في الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
» ما هو معنى الإلهام "إني مع الرسول أقوم، ومن يلومه ألوم، أفطر وأصوم* "؟
» ما هو معنى الإلهام: "إني مع الأفواج آتيك بغتة، إني مع الرسول أجيب، أخطي وأصيب* "؟ هل يجوز أن يُنسب الخطأ إلى الله تعالى؟
» ما هو معنى الإلهام "إني مع الرسول أقوم، ومن يلومه ألوم، أفطر وأصوم* "؟
» ما هو معنى الإلهام: "إني مع الأفواج آتيك بغتة، إني مع الرسول أجيب، أخطي وأصيب* "؟ هل يجوز أن يُنسب الخطأ إلى الله تعالى؟
منتديات صوت الإسلام صوت الأحمدية :: ۩ ۞ ۩ قسم الحوار الاسلامي المسيحي ۩ ۞ ۩ :: أسئلة جريئة وأجوبة في الصميم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى