سلسلة كشف الأخطاء التي يقوم عليها الفكر التقليدي الشائع بين الناس (03)
صفحة 1 من اصل 1
سلسلة كشف الأخطاء التي يقوم عليها الفكر التقليدي الشائع بين الناس (03)
بسم الله الرحمن الرحيم
أشهد أن لاإاله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
نتابع سلسلة الكشف عن الأخطاء الشائعة التي يقوم عليها الفكر الإسلامي التقليدي الشائع بين الناس ، والذي تجدر في عقولهم فبنوا عليه عقائد كارثية هي إلى الشرك والإلحاد أقرب منها إلى التوحيد والإيمان ، ونحاول في هذا المقال تسليط الضوء على ما يعتقده العامة في الملائكة ، ورغم ان الله تعالى قد وصف ملائكته بأوصاف لا يختلف عليها عاقلان ، إلا أن أصحاب الفكر التقليدي يصفون الملائكة بأمور لا تصح و لا يمكن لصاحب عقل وفهم صحيح أن يطمئن اليها لما تحمله من معتقدات فاسدة تخالف ما أقره الله تعالى في كتابه العزيز في وصف ملائكته الكرام البررة …
ورغم أن الملائكة من الأمور الغيبية التي يرتكز عليها إيمان المؤمن ، و أن الله تعالى أخبرنا أنها مخلوقات تختلف عن الانسان ولها وظائف تختلف عن الانسان ، إلا أن أصحاب الفكرالتقليدي لا ينتبهون لذلك ولا يعيرون كلام الله تعالى أدنى اهتمام ، فالله تعالى ما ذكر الإيمان وعدد أركانه إلا وطالبنا بالايمان بالملائكة بعد الايمان به سبحانه وتعالى فجعل الإيمان بالملائكة مقرونا بالإيمان به سبحانه وتعالى ، وما هذا إلا للأهمية البالغة في الإيمان بالملائكة باعتبارها الوسيط المكلف بتدبير الأمور بين الله تعالى وخلقه ، وما من شيء يحدث في خلق الله إلا بتدبير الملائكة بأمر من الله تعالى ، ومن أجل ذلك وصف الله تعالى ملائكته بأنهم مجبولون على طاعة الله تعالى لا يعصون و يفعلون ما يؤمرون ..
لكن أصحاب الفكر التقليدي لهم رأي آخر مخالف فهاروت وماروت عندهم هموا بالتمرد على ما جبلهم الله عليه ، إذ سولت لهما أنفسهما في الشك في اصطفاء الله لبشر عاجز مرد على العصيان و أنهم أقدر على الطاعة منه ، فكان جزائهم أن هبطوا للدنيا ليبتليهم الله ويمتحن مقدرتهم ، فإذا بهم يفعلون جميع المناكر و ختموا عملهم بتعليم الناس السحر ، بكل أسف هذا ما يعتقده أصحاب الفكر التقليليدي في ملائكة الله البررة ، ومنشأ ذلك هو الفهم الخاطيء للنصوص بعدم فهمها ضمن ما وصف به الله تعالى ملائكته أنهم مجبولون على الطاعة ، فبدل أن يتمسك هؤلاء بكلام الله تعالى الذي ينزه ملائكته عن العيب والنقص إذا بهم يتمسكون بكلام لمفسرين جانبوا الصواب ، جل كلامهم من الإسرائيليات التي غزت الفكر الإسلامي في عصر الظلام و التخلف ، ومع أن القرآن الكريم واضح جدا وله سياق واضح جدا إلا أن التعبد بكلام البشر على حساب قول الله تعالى يجعل البصائر والقلوب تعمى …
ومن أخطائهم الشائعة أنهم يظنون نزول الملائكة وصعودها مثل صعود الانسان ونزوله بدون أن ينتبهوا إلى أن في قولهم تشبيه و قياس خاطيء ، فللملائكة كما وصفهم الله تعالى لكل منه مقام معلوم لا يتركه ولا يحيد عنه ، ونزولهم هو في حقيقة الأمر نزول يليق بمقامهم بدون ان يمر عليهم الزمن و لا يجب أن يقاس على نزول البشر ، ولو أردنا التدقيق فيما يصاحب النزول المزعوم الذي يدعيه اصحاب الفكر التقليدي لوجدنا العجب العجاب ، ولكننا نكتفي باشارات سريعة هامة ليتفكر كل من له عقل أو ذرة من فهم سليم ، أما بالنسبة لجسم الملاك فهو لا يخلوا من التشبيه المقيت والقياس الفاسد ، فهم يقولون أن للملائكة أجنحة متفاوتة العدد ويفهمون من كلمة الجناح ذلك الجناح المادي الذي زود الله تعالى به الطيور والجوارح و إن كانوا يقولون لا نعرف حجمه محاولين التنزيه بعدما دمروا التنزيه الى الآخر ، وربما ما جعلهم يحملوها على أنها أجنحة مادية ظنهم أنها تساعدها في الطيران نزولا وصعودا ، وهذا فهم ساذج أخرق لا يليق بملائكة الله تعالى ، إنما وصفهم الله تعالى أنهم ذو أجنحة أي أنهم يحملون صفات الله تعالى كل حسب مهمته الموكلة اليه التي جبل عليها وأعظم حامل لصفات الله تعالى هو جبريل أمين الوحي ومع ذلك ما استطاع مجارات رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حمل من صفات الله تعالى ما يعجز أعظم الملائكة عن حمله وقد اتضح ذلك جليا عند حادثة المعراج إذ قال جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..تقدم يا محمد فلو زدت أنت لاخترقت لكن لو زدت أنا لاحترقت ..فالرسول صلى الله عليه وسلم بحمله لأعظم صفات الله تعالى قد حقق من القرب الالهي ما لا يستطيع تحقيقه أعظم ملائكته الكرام ولن يستطيع حمل فوق ما جبل عليه …و الغريب أن في اللغة العربية كثيرا ما نسمع كلاما رائعا ، فعندما يصدر الحاكم قرارا بالعفو العام عن متهمين يقال ، شملهم الحاكم بجناح الرحمة ، و المقصود بالجناح ليس جناحا ماديا و إنما تعبير لأمر يحمل صفة الرحمة ،وورد في القرآن الكريم قوله تعالى * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا * والكل يعلم أن المقصود بخفض الجناح هو كناية عن المبالغة في التواضع والخضوع قولا وفعلا لهما ، ولا أحد يقول أنه جناح مادي وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم *وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ* سورة الشعراء ، والمقصود أن يكون لينا طيبا متوددا رحيما بالمؤمنين ولا أحد يفهم أن من الآية أن للرسول صلى الله عليه وسلم جناح مادي …ومع هذا يصرون أن للملائكة أجنحة مادية ..
للأسف الفكر التقليدي الشائع خرب العقول و ضيع الإيمان وهدم ركائز التوحيد ركيزة تلوى الأخرى وأنشأ مسخا من الأفكار المختلطة ، سموها تجاوزا الاسلام ، وحقيقة الأمر أن الاسلام مبني على التنزيه و على التوحيد الخالص لله و ينبذ الخرافة والخزعبيلات ، ومن أجل ذلك زودنا الله تعالى بآيات هي أم الكتاب نفهم على ضوئها غيرها من المتشابهات ، أما من يبتغي الفتنة والتأويل الخاطيء فيتمسك بالمتشابهات و يفسرها حسب هواه ، وهذا ما وقع فيه دعاة الفكر التقليدي فزاغوا وأزاغوا كثيرا من خلق الله تعالى ، وهدموا ركائز الايمان ركيزة ركيزة .
بهذا نكون قد أنهينا هذا الجزء الثالث من هذه السلسلة المباركة التي سوف نقوم من خلالها بالكشف عن الأخطاء التي يحملها الفكر التليدي الخاطيء ، ان شاء الله تعالى و سيكون لقائنا في المقال القادم عن الاعتقاد السائد في كتب الله تعالى التي أنزلها لعباده ، والتي أمرنا بالايمان بها في كتابه العزيز وجعلها من ركائز الايمان ..
والصلاة والسلام على رسولنا المصطفى خاتم الأنبياء والمرسلين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
أشهد أن لاإاله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
نتابع سلسلة الكشف عن الأخطاء الشائعة التي يقوم عليها الفكر الإسلامي التقليدي الشائع بين الناس ، والذي تجدر في عقولهم فبنوا عليه عقائد كارثية هي إلى الشرك والإلحاد أقرب منها إلى التوحيد والإيمان ، ونحاول في هذا المقال تسليط الضوء على ما يعتقده العامة في الملائكة ، ورغم ان الله تعالى قد وصف ملائكته بأوصاف لا يختلف عليها عاقلان ، إلا أن أصحاب الفكر التقليدي يصفون الملائكة بأمور لا تصح و لا يمكن لصاحب عقل وفهم صحيح أن يطمئن اليها لما تحمله من معتقدات فاسدة تخالف ما أقره الله تعالى في كتابه العزيز في وصف ملائكته الكرام البررة …
ورغم أن الملائكة من الأمور الغيبية التي يرتكز عليها إيمان المؤمن ، و أن الله تعالى أخبرنا أنها مخلوقات تختلف عن الانسان ولها وظائف تختلف عن الانسان ، إلا أن أصحاب الفكرالتقليدي لا ينتبهون لذلك ولا يعيرون كلام الله تعالى أدنى اهتمام ، فالله تعالى ما ذكر الإيمان وعدد أركانه إلا وطالبنا بالايمان بالملائكة بعد الايمان به سبحانه وتعالى فجعل الإيمان بالملائكة مقرونا بالإيمان به سبحانه وتعالى ، وما هذا إلا للأهمية البالغة في الإيمان بالملائكة باعتبارها الوسيط المكلف بتدبير الأمور بين الله تعالى وخلقه ، وما من شيء يحدث في خلق الله إلا بتدبير الملائكة بأمر من الله تعالى ، ومن أجل ذلك وصف الله تعالى ملائكته بأنهم مجبولون على طاعة الله تعالى لا يعصون و يفعلون ما يؤمرون ..
لكن أصحاب الفكر التقليدي لهم رأي آخر مخالف فهاروت وماروت عندهم هموا بالتمرد على ما جبلهم الله عليه ، إذ سولت لهما أنفسهما في الشك في اصطفاء الله لبشر عاجز مرد على العصيان و أنهم أقدر على الطاعة منه ، فكان جزائهم أن هبطوا للدنيا ليبتليهم الله ويمتحن مقدرتهم ، فإذا بهم يفعلون جميع المناكر و ختموا عملهم بتعليم الناس السحر ، بكل أسف هذا ما يعتقده أصحاب الفكر التقليليدي في ملائكة الله البررة ، ومنشأ ذلك هو الفهم الخاطيء للنصوص بعدم فهمها ضمن ما وصف به الله تعالى ملائكته أنهم مجبولون على الطاعة ، فبدل أن يتمسك هؤلاء بكلام الله تعالى الذي ينزه ملائكته عن العيب والنقص إذا بهم يتمسكون بكلام لمفسرين جانبوا الصواب ، جل كلامهم من الإسرائيليات التي غزت الفكر الإسلامي في عصر الظلام و التخلف ، ومع أن القرآن الكريم واضح جدا وله سياق واضح جدا إلا أن التعبد بكلام البشر على حساب قول الله تعالى يجعل البصائر والقلوب تعمى …
ومن أخطائهم الشائعة أنهم يظنون نزول الملائكة وصعودها مثل صعود الانسان ونزوله بدون أن ينتبهوا إلى أن في قولهم تشبيه و قياس خاطيء ، فللملائكة كما وصفهم الله تعالى لكل منه مقام معلوم لا يتركه ولا يحيد عنه ، ونزولهم هو في حقيقة الأمر نزول يليق بمقامهم بدون ان يمر عليهم الزمن و لا يجب أن يقاس على نزول البشر ، ولو أردنا التدقيق فيما يصاحب النزول المزعوم الذي يدعيه اصحاب الفكر التقليدي لوجدنا العجب العجاب ، ولكننا نكتفي باشارات سريعة هامة ليتفكر كل من له عقل أو ذرة من فهم سليم ، أما بالنسبة لجسم الملاك فهو لا يخلوا من التشبيه المقيت والقياس الفاسد ، فهم يقولون أن للملائكة أجنحة متفاوتة العدد ويفهمون من كلمة الجناح ذلك الجناح المادي الذي زود الله تعالى به الطيور والجوارح و إن كانوا يقولون لا نعرف حجمه محاولين التنزيه بعدما دمروا التنزيه الى الآخر ، وربما ما جعلهم يحملوها على أنها أجنحة مادية ظنهم أنها تساعدها في الطيران نزولا وصعودا ، وهذا فهم ساذج أخرق لا يليق بملائكة الله تعالى ، إنما وصفهم الله تعالى أنهم ذو أجنحة أي أنهم يحملون صفات الله تعالى كل حسب مهمته الموكلة اليه التي جبل عليها وأعظم حامل لصفات الله تعالى هو جبريل أمين الوحي ومع ذلك ما استطاع مجارات رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي حمل من صفات الله تعالى ما يعجز أعظم الملائكة عن حمله وقد اتضح ذلك جليا عند حادثة المعراج إذ قال جبريل لرسول الله صلى الله عليه وسلم ..تقدم يا محمد فلو زدت أنت لاخترقت لكن لو زدت أنا لاحترقت ..فالرسول صلى الله عليه وسلم بحمله لأعظم صفات الله تعالى قد حقق من القرب الالهي ما لا يستطيع تحقيقه أعظم ملائكته الكرام ولن يستطيع حمل فوق ما جبل عليه …و الغريب أن في اللغة العربية كثيرا ما نسمع كلاما رائعا ، فعندما يصدر الحاكم قرارا بالعفو العام عن متهمين يقال ، شملهم الحاكم بجناح الرحمة ، و المقصود بالجناح ليس جناحا ماديا و إنما تعبير لأمر يحمل صفة الرحمة ،وورد في القرآن الكريم قوله تعالى * واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا * والكل يعلم أن المقصود بخفض الجناح هو كناية عن المبالغة في التواضع والخضوع قولا وفعلا لهما ، ولا أحد يقول أنه جناح مادي وقال تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم *وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ* سورة الشعراء ، والمقصود أن يكون لينا طيبا متوددا رحيما بالمؤمنين ولا أحد يفهم أن من الآية أن للرسول صلى الله عليه وسلم جناح مادي …ومع هذا يصرون أن للملائكة أجنحة مادية ..
للأسف الفكر التقليدي الشائع خرب العقول و ضيع الإيمان وهدم ركائز التوحيد ركيزة تلوى الأخرى وأنشأ مسخا من الأفكار المختلطة ، سموها تجاوزا الاسلام ، وحقيقة الأمر أن الاسلام مبني على التنزيه و على التوحيد الخالص لله و ينبذ الخرافة والخزعبيلات ، ومن أجل ذلك زودنا الله تعالى بآيات هي أم الكتاب نفهم على ضوئها غيرها من المتشابهات ، أما من يبتغي الفتنة والتأويل الخاطيء فيتمسك بالمتشابهات و يفسرها حسب هواه ، وهذا ما وقع فيه دعاة الفكر التقليدي فزاغوا وأزاغوا كثيرا من خلق الله تعالى ، وهدموا ركائز الايمان ركيزة ركيزة .
بهذا نكون قد أنهينا هذا الجزء الثالث من هذه السلسلة المباركة التي سوف نقوم من خلالها بالكشف عن الأخطاء التي يحملها الفكر التليدي الخاطيء ، ان شاء الله تعالى و سيكون لقائنا في المقال القادم عن الاعتقاد السائد في كتب الله تعالى التي أنزلها لعباده ، والتي أمرنا بالايمان بها في كتابه العزيز وجعلها من ركائز الايمان ..
والصلاة والسلام على رسولنا المصطفى خاتم الأنبياء والمرسلين .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
Abide Mel- مشرف عـام
- رقم العضوية : 5
تاريخ التسجيل : 17/06/2011
عدد المساهمات : 4
نقاط : 12
الموقع : http://mel100.maktoobblog.com/
مواضيع مماثلة
» سلسلة كشف الأخطاء التي يقوم عليها الفكر التقليدي الشائع بين الناس (01)
» سلسلة كشف الأخطاء التي يقوم عليها الفكر التقليدي الشائع بين الناس (02)
» سؤال محرج لأهل الفكر التقليدي( هل العقيدة الإسلامية ثابتة أم متغيرة؟).
» سلسلة كشف الأخطاء التي يقوم عليها الفكر التقليدي الشائع بين الناس (02)
» سؤال محرج لأهل الفكر التقليدي( هل العقيدة الإسلامية ثابتة أم متغيرة؟).
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى