ما تفسيركم للآيات
صفحة 1 من اصل 1
ما تفسيركم للآيات
السلام عليكم ورحمة الله ، سأعيد طرح الأسئلة التالية عليكم للمرة الثانيةو أرجو منكم إجابتى بسرعة.1- ما تفسيركم للآية رقم 82 من سورة النمل وهى: " و إذا وقع القول عليهم أخرجنا لهم دآبة من الأرض......" 2- ما تفسيركم للآيات رقم 10 و 11 و12 من سورة الدخان. 3- ما تفسيركم للآيات رقم 17 و18 و21 و23 و27 من سورة "ق" أى قاف. 4 -ما تفسيركم للآيات رقم 10 و11 و 12 من سورة الانفطار. 5- ما الفرق بين إبليس و الشيظان.
عماد بن عمر - الجزائر
بالنسبة إلى الآية من سورة النمل، فهذا ما جاء في التفسير الكبير، المجلد السابع في تفسيرها:
وإذا وقع القول عليه أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون.
شرح الكلمات:
تُكلِّمهم: كلّمه: حدّثه؛ وجرّحه. (الأقرب)
التفسير: أي عندما يصدر من السماء القرار بعقاب هؤلاء الموتى والصمّ والعمي روحانيًا، سيُخرج الله من الأرض دودة تجرحهم، وسننـزل عليهم هذا العذاب لأنهم لم يوقنوا بآياتنا.
واعلم أن نبأ خروج دابة الأرض هذا قد أوضحه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى، وأخبر أن خروجها سيكون في آخر الزمان الذي هو زمن ظهور المسيح والمهدي (تفسير ابن كثير مجلد 7 ص 231). كما بين النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا أنه عندما تشتد المعارضة ضد المسيح الموعود "فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم." (مسلم: كتاب الفتن باب ذكر الدجال).. أي أن معارضي المسيح الموعود سيصابون بمرض الدمامل في رقابهم بأمر الله تعالى فيهلكون بها.
وعندما ندرس هاتين الروايتين معًا يتضح لنا جليًا أن دابة الأرض التي أخبر القرآن عن ظهورها هنا هي في الواقع مرض الطاعون الذي قد تفشى في زمن المسيح الموعود عليه السلام وأهلكَ مئات الآلاف من الناس.
وسبب هذا المرض دودةٌ تدخل في جسم الإنسان من الأرض، فيظهر دمّلٌ خطير في عنقه أو عند أصل الفخذ، ولذلك سمى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الدودة دابة الأرض وأيضًا النغَف. وبما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اعتبر خروج دابة الأرض من علامات الزمن الأخير، فثبت أن قوله تعالى: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ إنما يشير إلى أولئك القوم الذين يكذّبون المسيح الموعود عليه السلام، ولن يروا آيات السماء لمرضهم الروحاني، ولن يسمعوا كلام الله تعالى جرّاء صممهم الروحاني، ولن يفعلوا الخيرات لحرمانهم من الحياة الروحانية. وسيبطش الله تعالى بهم من جراء معاصيهم فيسلّط عليهم الله دودة أرضية لتُهلكهم. لقد تردوا وأصبحوا ديدانًا أرضية بكفرهم بآيات الله، فيسلّط الله عليهم دودة من الأرض كعقاب.
فهذه نبوءة عظيمة قد تحققت في عهد المسيح الموعود عليه السلام. وقد أشارت إليها أنباؤه عليه السلام أيضًا بكل وضوح وجلاء. وبيان ذلك أنه لما وقع خسوف القمر بحسب نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم في الليلة الثالثة عشرة من رمضان وكسوف الشمس في اليوم الثامن والعشرين من رمضان نفسه أخبر الله المسيح الموعود عليه السلام أن الناس إذا لم ينتفعوا من هذه الآية ولم يؤمنوا به عليه السلام فسينـزل عليهم عذاب شديد. فقد كتب عليه السلام بصدد هذه الآية ما نصه:
"وحاصل الكلام أن الخسوف والكسوف آيتان مخوفتان، وإذا اجتمعا فهو تهديد شديد من الرحمن، وإشارة إلى أن العذاب قد تقرر وأُكّد من الله لأهل العدوان." (نور الحق المجلد الثاني ص 38)
وتحقيقًا لهذا النبأ ألقى الله في روع المسيح الموعود عليه السلام أن يدعو لنـزول وباء عام حيث قال عليه السلام عام 1894م في قصيدة عربية:
فلما طغى الفسق المبيد بسيله
تمنيت لو كان الوباء المتبر
فإن هلاك الناس عند أُولي النهى
أحب وأولى من ضلال يخسّر
ثم في عام 1897م كتب حضرته ما تعريبه:
"لقد تلقيت إلهامًا من الله تعالى: "يا مسيحَ الخلق عَدْوانا".. أي يا مسيح الخلق اهتم بمرضنا."
ويضيف قائلاً:
"فلا ندري بأي وقت تتعلق هذه الأخبار ومتى تتحقق. فترون أنهم يموتون بالدعاء تارة ويحيون بالدعاء تارة أخرى." (سراج منير، النبوة رقم 18 ص 60)
عندما نشرت هذه النبوءة الأخيرة كان الطاعون قد تفشى في مدينة مومباي فقط، وكان انتشارها فيها قد توقف بعد سنة، فكان الناس فرحين أن الأطباء قد تمكنوا من إيقافه، ولكن أنباء الله تعالى كانت خلاف ذلك. فبينما كان الناس يعتبرون هجمة الطاعون هجمة عابرة، إذ كان قد خف واختفى من منطقة مومبي وكانت منطقة بنجاب محفوظة منه ما عدا قرية أو قريتين، نشر المسيح الموعود عليه السلام إعلانًا آخر قال فيه ما تعريبه:
"هناك أمر هام آخر أجدني مندفعًا لذكره هنا بدافع الشفقة على الإنسانية. وبرغم أني أعلم جيدًا بأن المحرومين من الروحانية سيضحكون علي بسببه ويستهزئون، إلا أني أرى كشفه للناس واجبًا عليّ شفقةً على الإنسانية، وهذا الأمر هو: أني رأيت في المنام اليوم 6 فبراير/شباط 1898م يوم الأحد أن ملائكة الله يغرسون في شتى مناطق البنجاب أشجارًا سوداء كريهة الشكل مخيفة المظهر وقصيرة الطول، فسألت بعض هؤلاء الزارعين: ما هذه الأشجار؟ فقالوا: إنها أشجار الطاعون الذي سيتفشى في البلاد عن قريب. لقد اشتبه عليّ الأمر فيما إذا قالوا إن هذا المرض سيتفشى في فصل الشتاء القادم أم في الذي بعده، ولكن ما رأيته كان منظرًا مخيفًا جدًا. وقد تلقيتُ قبله إلهامًا عن الطاعون وهو: "إن الله لا يُغيّر ما بقوم حتى يُغيّروا ما بأنفسهم، إنه آوى القرية".. أي لن يزول هذا الوباء الظاهر ما لم يزُلْ وباء المعصية من القلوب." (أيام الصلح طبعة 1899م ص 122)
وقد سجل حضرته عليه السلام في آخر هذا الإعلان أبياتًا فارسية وهذا معناها:
أي لو رأى أصدقائي ما أراه لتابوا عن حب الدنيا باكين. لقد اسودت الشمس المضيئة من جراء سيئات العباد، كما تُخرج الأرض الطاعون تخويفًا للناس وتحذيرًا لهم. إن هذه المصيبة كمصيبة القيامة لو أمعنتم النظر، ولا علاج لها إلا الأعمال الحسنة. لقد ذكرتُ هذا الأمر بدافع الشفقة، فتدبر في الأمر أيها الإنسان العاقل الذكي إذ قد أُعطيت العقل لمثل هذا اليوم. (المرجع السابق)
لقد تبين من هنا أن سيدنا المسيح الموعود عليه السلام قد تنبأ قبل عام 1894م عن نـزول عذاب شديد، ثم أنبأ صراحة عن تفشي الطاعون، ثم قبل تفشّيه في الهند أخبر عن الدمار الذي سيخلفه الطاعون في منطقة البنجاب خاصة، واعتبره نموذجًا للقيامة، وأخبر أنه لن يختفي إلا إذا أصلح الناس قلوبهم.
وأما ما حدث بعد ذلك فلا يمكن وصفه بالكلمات. لقد بدأ الطاعون من مومباي، وكان الأقرب إلى القياس أنه سيكون شديد الوطء هناك، ولكنه ترك مومباي وخيّم في منطقة البنجاب، وكان شديد الوطء جدًا، حتى مات في بعض المرات ثلاثون ألف شخص في أسبوع واحد، ومات مئات الآلاف في سنة واحدة. لقد عُيّن مئات الأطباء لمكافحته، واختُرعتْ عشرات الطرق لعلاجه، ولكن بدون جدوى حيث صار الطاعون كلَّ سنة أشدَّ فتكًا من ذي قبل، ووقفت الدولة عاجزة حياله. وأدرك كثير من الناس أن هذا العذاب إنما نـزل بسبب تكذيب المسيح الموعود عليه السلام، وبرؤية هذه الآية القاهرة قبِل مئاتُ الآلاف الحقَّ وآمنوا بالمأمور المبعوث من عند الله تعالى. ولم تخفّ وطأة الطاعون إلا بعد أن أوحى الله تعالى إلى المسيح الموعود عليه السلام ما تعريبه:
"ذهب الطاعون ولكن بقيت الحمى" (التذكرة الهامش الطبعة الثانية ص 514). وبعدها أخذ الطاعون يخفّ ويختفي باستمرار.
إن هذه الآية تبلغ من الوضوح والجلاء بحيث لا يسع المؤمن والكافر إلا تصديقها، ولو أنكرها أحد عنادًا ومكابرة فلا شك أنه يستحق الرثاء. أما الذي عنده عين مبصرة فيمكن أن يرى بجلاء ما يلي:
أولاً: لقد تم الإخبار عن الطاعون قبل تفشّيه بمدة طويلة، مع أنه ليست هناك وسيلة طبية للإنباء عن الأمراض قبل تفشيها بهذه المدة الطويلة.
ثانيًا: لقد تم الإعلان قبل ظهور الطاعون أنه لن يكون مؤقتًا هذه المرة، بل سيظل يصول ويهاجم سنوات متتالية.
ثالثًا: لقد قيل قبل تفشيها أيضًا أنه سيشتد في منطقة البنجاب خاصة. وهذا ما أكدته الأحداث فيما بعد إذ تفشى في البنجاب خاصة وكان أكثر فتكًا بأهلها مقارنة بالمناطق الأخرى.
رابعًا: لقد أعلن الأطباء بالتكرار أنهم قد سيطروا على هذا المرض، ولكن المسيح الموعود عليه السلام أخبر الناس أنهم مهما فعلوا فإن وطأة الطاعون لن تخفّ ما لم يتم علاجه من عند الله تعالى. وهذا ما حصل بالفعل، إذ ظل الطاعون يشتد ويشتد طيلة تسع سنوات على التوالي.
خامسًا: وفي النهاية رحم الله العباد ووعد بكسر حدة الطاعون فأخبر المسيح الموعود عليه السلام: "ذهب الطاعون ولكن بقيت الحمى". وبالفعل بعد هذا الوحي الإلهي أخذ الطاعون يخفّ، وتفشى مرض الحمى واشتد في منطقة البنجاب التي لم يخلُ منها بيت واحد، حتى اعترفت الحكومة في تقاريرها الرسمية بكون هذه الحمى غير عادية.
باختصار لقد أخبر الله في هذه الآية أنه بعد إقامة الحجة على الناس بالآيات السماوية والأدلة العقلية سيرسل لعقاب الموتى والصم والعمي الروحانيين دابة من الأرض تكلّمهم وتجرحهم إذ لم يؤمنوا بآيات الله.
لقد صرح المسيح الموعود عليه السلام في كتبه أيضًا أن الله تعالى قد ألقى في روعه أن دابة الأرض هي الطاعون، وقد أثبت حضرته ذلك بشتى الأدلة والقرائن (نـزول المسيح صفحة 38-42)
وجدير بالذكر أن نبأ خروج دابة الأرض لا يُنبئ عن الطاعون فحسب، بل تُنبئ عن اختراع المجهر أيضًا، إذ كان من المستحيل بدونه أن يُعرف أن دابة تسبب هذا المرض، إذ كان الناس قبل اختراع المجهر يُرجعون كل مرض إلى أربعة مواد في البدن الإنساني وهي: البلغم، والصفراء، والسوداء، والدم.
وأما الآيتان من سورة الدخان: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم.
فالدخان هنا هو ما صار يترآى لأهل مكة نتيجة القحط والجوع الشديد الذي عاشوه، والله أعلم. وكانت هذه نبوءة قد تحققت في عهد النبي (ص).
وأما بقية الأسئلة فسأحاول أن أجد لها وقتا لاحقا ان شاء الله تعالى.
هاني طاهر
بالنسبة للدخان فالمجاعة هي أحد التفسيرات، ولكنها قد تشير أيضا إلى أي عذاب شديد يكون مصحوبا بدخان يغشى الناس.. وهذا ما يحدث عادة في الحروب نتيجة القنابل والمتفجرات القوية.. أي أنه ينبغي على الناس أن يتنبهوا عند انتشار الدخان في السماء نتيجة الحروب وغيرها إلى أن هذه الحروب قد تكون عقوبة إلهية.
تميم أبو دقة
عماد بن عمر - الجزائر
بالنسبة إلى الآية من سورة النمل، فهذا ما جاء في التفسير الكبير، المجلد السابع في تفسيرها:
وإذا وقع القول عليه أخرجنا لهم دابة من الأرض تكلمهم أن الناس كانوا بآياتنا لا يوقنون.
شرح الكلمات:
تُكلِّمهم: كلّمه: حدّثه؛ وجرّحه. (الأقرب)
التفسير: أي عندما يصدر من السماء القرار بعقاب هؤلاء الموتى والصمّ والعمي روحانيًا، سيُخرج الله من الأرض دودة تجرحهم، وسننـزل عليهم هذا العذاب لأنهم لم يوقنوا بآياتنا.
واعلم أن نبأ خروج دابة الأرض هذا قد أوضحه النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث أخرى، وأخبر أن خروجها سيكون في آخر الزمان الذي هو زمن ظهور المسيح والمهدي (تفسير ابن كثير مجلد 7 ص 231). كما بين النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا أنه عندما تشتد المعارضة ضد المسيح الموعود "فيرسل الله عليهم النغف في رقابهم." (مسلم: كتاب الفتن باب ذكر الدجال).. أي أن معارضي المسيح الموعود سيصابون بمرض الدمامل في رقابهم بأمر الله تعالى فيهلكون بها.
وعندما ندرس هاتين الروايتين معًا يتضح لنا جليًا أن دابة الأرض التي أخبر القرآن عن ظهورها هنا هي في الواقع مرض الطاعون الذي قد تفشى في زمن المسيح الموعود عليه السلام وأهلكَ مئات الآلاف من الناس.
وسبب هذا المرض دودةٌ تدخل في جسم الإنسان من الأرض، فيظهر دمّلٌ خطير في عنقه أو عند أصل الفخذ، ولذلك سمى النبي صلى الله عليه وسلم هذه الدودة دابة الأرض وأيضًا النغَف. وبما أن النبي صلى الله عليه وسلم قد اعتبر خروج دابة الأرض من علامات الزمن الأخير، فثبت أن قوله تعالى: وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ إنما يشير إلى أولئك القوم الذين يكذّبون المسيح الموعود عليه السلام، ولن يروا آيات السماء لمرضهم الروحاني، ولن يسمعوا كلام الله تعالى جرّاء صممهم الروحاني، ولن يفعلوا الخيرات لحرمانهم من الحياة الروحانية. وسيبطش الله تعالى بهم من جراء معاصيهم فيسلّط عليهم الله دودة أرضية لتُهلكهم. لقد تردوا وأصبحوا ديدانًا أرضية بكفرهم بآيات الله، فيسلّط الله عليهم دودة من الأرض كعقاب.
فهذه نبوءة عظيمة قد تحققت في عهد المسيح الموعود عليه السلام. وقد أشارت إليها أنباؤه عليه السلام أيضًا بكل وضوح وجلاء. وبيان ذلك أنه لما وقع خسوف القمر بحسب نبوءة النبي صلى الله عليه وسلم في الليلة الثالثة عشرة من رمضان وكسوف الشمس في اليوم الثامن والعشرين من رمضان نفسه أخبر الله المسيح الموعود عليه السلام أن الناس إذا لم ينتفعوا من هذه الآية ولم يؤمنوا به عليه السلام فسينـزل عليهم عذاب شديد. فقد كتب عليه السلام بصدد هذه الآية ما نصه:
"وحاصل الكلام أن الخسوف والكسوف آيتان مخوفتان، وإذا اجتمعا فهو تهديد شديد من الرحمن، وإشارة إلى أن العذاب قد تقرر وأُكّد من الله لأهل العدوان." (نور الحق المجلد الثاني ص 38)
وتحقيقًا لهذا النبأ ألقى الله في روع المسيح الموعود عليه السلام أن يدعو لنـزول وباء عام حيث قال عليه السلام عام 1894م في قصيدة عربية:
فلما طغى الفسق المبيد بسيله
تمنيت لو كان الوباء المتبر
فإن هلاك الناس عند أُولي النهى
أحب وأولى من ضلال يخسّر
ثم في عام 1897م كتب حضرته ما تعريبه:
"لقد تلقيت إلهامًا من الله تعالى: "يا مسيحَ الخلق عَدْوانا".. أي يا مسيح الخلق اهتم بمرضنا."
ويضيف قائلاً:
"فلا ندري بأي وقت تتعلق هذه الأخبار ومتى تتحقق. فترون أنهم يموتون بالدعاء تارة ويحيون بالدعاء تارة أخرى." (سراج منير، النبوة رقم 18 ص 60)
عندما نشرت هذه النبوءة الأخيرة كان الطاعون قد تفشى في مدينة مومباي فقط، وكان انتشارها فيها قد توقف بعد سنة، فكان الناس فرحين أن الأطباء قد تمكنوا من إيقافه، ولكن أنباء الله تعالى كانت خلاف ذلك. فبينما كان الناس يعتبرون هجمة الطاعون هجمة عابرة، إذ كان قد خف واختفى من منطقة مومبي وكانت منطقة بنجاب محفوظة منه ما عدا قرية أو قريتين، نشر المسيح الموعود عليه السلام إعلانًا آخر قال فيه ما تعريبه:
"هناك أمر هام آخر أجدني مندفعًا لذكره هنا بدافع الشفقة على الإنسانية. وبرغم أني أعلم جيدًا بأن المحرومين من الروحانية سيضحكون علي بسببه ويستهزئون، إلا أني أرى كشفه للناس واجبًا عليّ شفقةً على الإنسانية، وهذا الأمر هو: أني رأيت في المنام اليوم 6 فبراير/شباط 1898م يوم الأحد أن ملائكة الله يغرسون في شتى مناطق البنجاب أشجارًا سوداء كريهة الشكل مخيفة المظهر وقصيرة الطول، فسألت بعض هؤلاء الزارعين: ما هذه الأشجار؟ فقالوا: إنها أشجار الطاعون الذي سيتفشى في البلاد عن قريب. لقد اشتبه عليّ الأمر فيما إذا قالوا إن هذا المرض سيتفشى في فصل الشتاء القادم أم في الذي بعده، ولكن ما رأيته كان منظرًا مخيفًا جدًا. وقد تلقيتُ قبله إلهامًا عن الطاعون وهو: "إن الله لا يُغيّر ما بقوم حتى يُغيّروا ما بأنفسهم، إنه آوى القرية".. أي لن يزول هذا الوباء الظاهر ما لم يزُلْ وباء المعصية من القلوب." (أيام الصلح طبعة 1899م ص 122)
وقد سجل حضرته عليه السلام في آخر هذا الإعلان أبياتًا فارسية وهذا معناها:
أي لو رأى أصدقائي ما أراه لتابوا عن حب الدنيا باكين. لقد اسودت الشمس المضيئة من جراء سيئات العباد، كما تُخرج الأرض الطاعون تخويفًا للناس وتحذيرًا لهم. إن هذه المصيبة كمصيبة القيامة لو أمعنتم النظر، ولا علاج لها إلا الأعمال الحسنة. لقد ذكرتُ هذا الأمر بدافع الشفقة، فتدبر في الأمر أيها الإنسان العاقل الذكي إذ قد أُعطيت العقل لمثل هذا اليوم. (المرجع السابق)
لقد تبين من هنا أن سيدنا المسيح الموعود عليه السلام قد تنبأ قبل عام 1894م عن نـزول عذاب شديد، ثم أنبأ صراحة عن تفشي الطاعون، ثم قبل تفشّيه في الهند أخبر عن الدمار الذي سيخلفه الطاعون في منطقة البنجاب خاصة، واعتبره نموذجًا للقيامة، وأخبر أنه لن يختفي إلا إذا أصلح الناس قلوبهم.
وأما ما حدث بعد ذلك فلا يمكن وصفه بالكلمات. لقد بدأ الطاعون من مومباي، وكان الأقرب إلى القياس أنه سيكون شديد الوطء هناك، ولكنه ترك مومباي وخيّم في منطقة البنجاب، وكان شديد الوطء جدًا، حتى مات في بعض المرات ثلاثون ألف شخص في أسبوع واحد، ومات مئات الآلاف في سنة واحدة. لقد عُيّن مئات الأطباء لمكافحته، واختُرعتْ عشرات الطرق لعلاجه، ولكن بدون جدوى حيث صار الطاعون كلَّ سنة أشدَّ فتكًا من ذي قبل، ووقفت الدولة عاجزة حياله. وأدرك كثير من الناس أن هذا العذاب إنما نـزل بسبب تكذيب المسيح الموعود عليه السلام، وبرؤية هذه الآية القاهرة قبِل مئاتُ الآلاف الحقَّ وآمنوا بالمأمور المبعوث من عند الله تعالى. ولم تخفّ وطأة الطاعون إلا بعد أن أوحى الله تعالى إلى المسيح الموعود عليه السلام ما تعريبه:
"ذهب الطاعون ولكن بقيت الحمى" (التذكرة الهامش الطبعة الثانية ص 514). وبعدها أخذ الطاعون يخفّ ويختفي باستمرار.
إن هذه الآية تبلغ من الوضوح والجلاء بحيث لا يسع المؤمن والكافر إلا تصديقها، ولو أنكرها أحد عنادًا ومكابرة فلا شك أنه يستحق الرثاء. أما الذي عنده عين مبصرة فيمكن أن يرى بجلاء ما يلي:
أولاً: لقد تم الإخبار عن الطاعون قبل تفشّيه بمدة طويلة، مع أنه ليست هناك وسيلة طبية للإنباء عن الأمراض قبل تفشيها بهذه المدة الطويلة.
ثانيًا: لقد تم الإعلان قبل ظهور الطاعون أنه لن يكون مؤقتًا هذه المرة، بل سيظل يصول ويهاجم سنوات متتالية.
ثالثًا: لقد قيل قبل تفشيها أيضًا أنه سيشتد في منطقة البنجاب خاصة. وهذا ما أكدته الأحداث فيما بعد إذ تفشى في البنجاب خاصة وكان أكثر فتكًا بأهلها مقارنة بالمناطق الأخرى.
رابعًا: لقد أعلن الأطباء بالتكرار أنهم قد سيطروا على هذا المرض، ولكن المسيح الموعود عليه السلام أخبر الناس أنهم مهما فعلوا فإن وطأة الطاعون لن تخفّ ما لم يتم علاجه من عند الله تعالى. وهذا ما حصل بالفعل، إذ ظل الطاعون يشتد ويشتد طيلة تسع سنوات على التوالي.
خامسًا: وفي النهاية رحم الله العباد ووعد بكسر حدة الطاعون فأخبر المسيح الموعود عليه السلام: "ذهب الطاعون ولكن بقيت الحمى". وبالفعل بعد هذا الوحي الإلهي أخذ الطاعون يخفّ، وتفشى مرض الحمى واشتد في منطقة البنجاب التي لم يخلُ منها بيت واحد، حتى اعترفت الحكومة في تقاريرها الرسمية بكون هذه الحمى غير عادية.
باختصار لقد أخبر الله في هذه الآية أنه بعد إقامة الحجة على الناس بالآيات السماوية والأدلة العقلية سيرسل لعقاب الموتى والصم والعمي الروحانيين دابة من الأرض تكلّمهم وتجرحهم إذ لم يؤمنوا بآيات الله.
لقد صرح المسيح الموعود عليه السلام في كتبه أيضًا أن الله تعالى قد ألقى في روعه أن دابة الأرض هي الطاعون، وقد أثبت حضرته ذلك بشتى الأدلة والقرائن (نـزول المسيح صفحة 38-42)
وجدير بالذكر أن نبأ خروج دابة الأرض لا يُنبئ عن الطاعون فحسب، بل تُنبئ عن اختراع المجهر أيضًا، إذ كان من المستحيل بدونه أن يُعرف أن دابة تسبب هذا المرض، إذ كان الناس قبل اختراع المجهر يُرجعون كل مرض إلى أربعة مواد في البدن الإنساني وهي: البلغم، والصفراء، والسوداء، والدم.
وأما الآيتان من سورة الدخان: فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين يغشى الناس هذا عذاب أليم.
فالدخان هنا هو ما صار يترآى لأهل مكة نتيجة القحط والجوع الشديد الذي عاشوه، والله أعلم. وكانت هذه نبوءة قد تحققت في عهد النبي (ص).
وأما بقية الأسئلة فسأحاول أن أجد لها وقتا لاحقا ان شاء الله تعالى.
هاني طاهر
بالنسبة للدخان فالمجاعة هي أحد التفسيرات، ولكنها قد تشير أيضا إلى أي عذاب شديد يكون مصحوبا بدخان يغشى الناس.. وهذا ما يحدث عادة في الحروب نتيجة القنابل والمتفجرات القوية.. أي أنه ينبغي على الناس أن يتنبهوا عند انتشار الدخان في السماء نتيجة الحروب وغيرها إلى أن هذه الحروب قد تكون عقوبة إلهية.
تميم أبو دقة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى