فتاوى علماء المسلمين فى جهاد الانجليز فى القرن التاسع عشر
صفحة 1 من اصل 1
فتاوى علماء المسلمين فى جهاد الانجليز فى القرن التاسع عشر
لقد ظل أعداء الإمام المهدي والمسيح الموعود يملئون الدنيا ضجيجا بأن الميرزا غلام أحمد أقامه الإنجليز لكي يمنع المسلمين من الجهاد , ويملئون الدنيا ضجيجا بكلمات المسيح الموعود عليه السلام التي يمدح فيها الانجليز , ويعتبرون ذلك من أهم الأسباب التي يجب تفكير الميرزا غلام أحمد وجماعته لأجلها .
وأنا أنقل هنا فتاوى علماء الهند وغير الهند فى ذلك الزمان حول الجهاد , لكي يعلم الناس أن منع الجهاد كان من قِبل الغالبية العظمى من علماء المسلمين وليس من قِبل المسيح الموعود عليه السلام وحده . وقد اعتمدتُ فى هذا المقال على كتاب ليس لكاتب أحمدي قد نقل فيه فتاوى علماء فى المسلمين فى ذلك الزمان المتعلق بجهاد الانجليز , وهو كتاب
" أثر الفكر الغربي فى انحراف المجتمع المسلم فى شبه القارة الهندية " .
تأليف " خادم حسين إلهي بخش " لنيل درجة الدكتوراه فى العقيدة الإسلامية من جامعة أم القرى بمكة المكرمة .
يقول المؤلف غير الأحمدي فى ص 301 :
"تقول فتوى الحجاز المكية شبه الإجماعية فى الإجابة على الاستفتاء الهندي ما نصه:
" ما قول علماء الإسلام فى الهند التي حكامها مسيحيون , لا يتدخلون فى أراء الفرائض الدينية كالصلوات اليومية والعيدين...., غير أنهم يبيحون لأنفسهم ترك بعض أحكام الإسلام , كتوريث المرتد المتنصر....., أهي دار إسلام أم لا ؟
" وأجاب على الاستفتاء مفتى الحنفية الشيخ جمال بن عبد الله قائلا : مادام بعض أحكام الإسلام ساري المفعول فالهند دار إسلام . ونصت إجابة مفتى الشافعية أحمد بن زيني ولهم على أن جريان بعض الخصائص الإسلامية كفيل باعتبار الهند دار إسلام . وأجاب مفتى المالكية الشيخ حسن بن إبراهيم بقوله : لقد ذُكر فى شرح الدسوقي أن دار الإسلام لا تتحول إلى دار الحرب بمجرد غلبة الكفار عليها , بل تصبح كذلك إذا توقف العمل بجميع أحكام الإسلام " .
وقُدم الاستفتاءُ إلى علماء مدينة لكهنو فى الصورة السابقة بعد إضافة الجمل التالية:
المسلمين لا يملكون القوة الكافية من العتاد والسلاح لمقاومة الحكام المسيحيين , وإنْ قاتل هؤلاء فالهزيمة متيقنة فى الكفة الإسلامية , وفى ذلك ذهاب عز الإسلام , فأجاب على الاستفتاء كل من المفتى محمد على , وعبد الحي , وفيض الله , ومحمد نعيم , ورحمة الله , وقطب الدين , وأسعد الله اللكهنويين , والمفتى لطف الله , وغلام على الرامبوريين قائلين: " فى هذا الموضع – فى الهند – يتمتع المسلمون بالأمان , ولا يجب الجهاد فى موضع يأمن فيه المسلمون , بل يلزم للقتال فقد الأمان وسلب الحرية , ولا وجود لمثل ذلك فى الهند , أضف إلى ذلك أن من لزوم الجهاد أنْ يغلب الظن غلبة الإسلام , ورفع لوائه وإن لم يكن الوضع كذلك فلا جهاد ولا قتال ".
وأوصى أعضاء مجمع مدينة كلكتة وأعضاء الهيئة التدريسية بالكلية المحمدية الكلكتية فى مؤتمرهم فى تلك المدينة بأن الهند ما تزال دار إسلام , وأن الجهاد حرام شرعا على أراضيها ولا يصح القيام به , لأن الشريعة لا تسمح بالقتال فى دار الإسلام , وهذا أمر أضح من أن يستدل عليه , فلو عزم ضال , أو فاقد وعى على الجهاد ضد حكام الهند الانجليز أُعتبرت حربه حرب بغى وفساد , وثورة ضد حكومة شريعة , لا يجيزها الفقه الإسلامي , ولو افترضنا وجود مثل هذه الحرب فان المطلوب شرعا من المسلمين هو تأييد حكامهم للقضاء على البغاة " ..........
ويروى الشيخ نواب صديق حسن خان المحدث جواب الشيخ محمد حسين بتالوى أحد أبرز علماء أهل الحديث – السلفيون – فى الموضوع فيقول " فى عام 1875 أجاب الشيخ محمد حسين بتالوى على سؤال فحواه هل يصح رفع السلاح بموجب الشرع فى وجه الانجليز أو لا ؟
فأجاب بأن الجهاد ورفع السلاح فى وجه الدولة التي رفعت شعار حرية التدين لا يجوز شرعا...وان من فعل ذلك فهو باغ يجب عقابه...., ثم أرسل الشيخ فتواه إلى أطراف الهند فوافقه العلماء على ذلك منوهين أن الجهاد مخالف للسنة والإيمان...,وأن الموحدين لا يصح منهم رفع السلاح فى وجه الدولة , ومن أتى شيئا من ذلك خالف المعتقدات الإيمانية " .
ويسم السيد نواب صديق حسن خان الحركة الجهادية والمتمثلين بفرضية الجهاد " بأنهم لا يفهمون من الإسلام إلا قشوره ....., وأن ما ادعوه من الجهاد لم يكن يعدو الفتنة قط,ولن يؤيدهم فى ذلك ذو عقل سليم أو بصيرة نافذة...., وان العلماء مختلفون فى شان الهند أهي دار حرب أم دار إسلام . فأغلبية الأحناف تحكم بإسلامها , فإن كانت الهند كذلك فما الجهاد...., بل عقد النية عليه فى مثل هذه الحالة إن هو إلا كبيرة من الكبائر , والذين نسبوا الهند إلى دار الحرب كأهل دهلى فهؤلاء لا يجيزون الحرب أيضا ما لم يُسلب الأمان , ويهاجر المهاجر إلى خارج الهند .
" والحاصل أن البقاء فى دار الحرب وإقامة الجهاد على الحكام فيها لا يجوز عند المسلمين سلفا وخلفا ".
يقول مؤلف الكتاب " ولو تتبعنا كتابات العلماء فى هذه الحقبة نجدها تتسم بالاستسلام والاعتذار والفكاك من تهمة الجهاد قولا وعملا , سواء كانوا أفرادا مستقلين ,أو زعماء جماعات إسلامية , ولعل قول السيد نواب صديق حسين خان " وأنه لا يوجد من أهل الحديث من أقام الحرب على الدولة فى هذه البلاد " . و " إن المسلمين الهنود لا يكنون أي عداء للحكام الانجليز , سواء أتهمهم الأعداء بالوهابية أو لا ؟ . خير عرض لذلك الواقع . انتهى .
ومن هنا يتبين لنا أكثر علماء المسلمين على عدم جهاد الانجليز , وأن الهند دار إسلام وأن دار الإسلام لا يجوز الجهاد فيها .
أنظر أيها المنصف العادل إلى حجم المكر الذي يمكره أعداء الإمام المهدي عليه السلام , وهم كقوم نوح عليه السلام الذين قال الله فيهم " ومكروا مكرا كبارا " .
هاني الزهيرى – مصر
26-12-2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى