لماذا لم يذكر المهدي في القرآن الكريم بآية صريحة ؟؟؟

من طرف **Abide Mel** الخميس نوفمبر 24, 2011 1:48 pm

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا السؤال كثيرا ما يطرحه المعارضون محاولين بذلك الاشارة والتلميح أن القرآن الكريم لم يسجل أي ذكر للإمام المهدي وبعثته ، وعليه يحاولون التملص من ضرورة الإيمان به وببيعته وأنه مجرد خرافة باطلة ..
وللإجابة على هذا السؤال تحديدا ، يجب أن نوضح أمرا يغيب كثيرا عن البال
مما يجعلهم لا يعرفون ما حقيقة أن يذكر مبعوث إلاهي في أي كتاب سماوي وهل يجب أن يذكر بالإسم أم لا ؟
من المعروف أن اليهود كانوا ينتظرون بعثة النبي الخاتم الذي هو مكتوب عندهم في التوراة كما جاء في القرءان الكريم ، لذا يعتقد غالبية المسلمين أن المقصود هو كتابة إسمه ، ورغم أنه ورد في نشيد الإنشاد ذكر اسم *محمديم * فلا يمكن أن يكون هذا اسما و إنما صفة لهذا النبي الخاتم ..
لأنه لو كان الوارد *محمديم * هو الإسم كما يعتقد البعض ، لسمى اليهود أبنائهم بإسم * محمد* انتظارا لبعثة هذا النبي منهم ما داموا يعرفون إسمه أو حتى لمجرد التبرك بهذا الاسم المبارك …
لكن الواقع يثبت بما ليس فيه مجال للشك أن اليهود فهموا من * محمديم *أنها صفة لذلك النبي الخاتم ، لذلك أولوا معناها في التراجم إلى عدة معاني منها * المراد - المحبوب- المشتهى … وغيرها من الصفات *
وبالفعل الإسم *محمد * هو من صفاته صلى الله عليه وسلم ومعناه * الشخص المحمود من الله تعالى الحامد لربه *…
أما لماذا يذكر المبعوث القادم المبشر به بصفاته وليس بإسمه ؟ فلحكمة بالغة ، فمن المعلوم أن الذكر بالإسم يجعل الناس يتسمون بذلك الاسم وهذا في حد ذاته يجعل الأمر متنازعا فيه وكل يدعي أن فلان هو المقصود لأن إسمه يوافقه ، أما ذكره بصفاته فيجعل البحث عن هذا الشخص المتفرد بهذه الصفات سهلا أكثر ومحددا لا يصعب على الباحث عن الحق ايجاده …
ومن جهة أخرى فإن الإيمان بالمبعوث الإلهي لا يكون الجائيا ، فمن ذا الذي لا يؤمن مثلا برجل ذكر إسمه في القرءان الكريم صراحة * محمد بن عبد الله * وفي هذا تضييع للغاية من بعثة المبعوث الالاهي ، لأن الغاية من بعثته * امازة الخبيث من الطيب * ولهذا ينقسم الناس عند بعثة المبعوث الإلهي دائما
إلى صفين ، مؤمنين به ومعارضين له ..
قال تعالى *كَانَ النَّاسُ أُمَّة وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ* سورة البقرة
قال تعالى * ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم * سورة آل عمران
قال تعالى * الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ * سورة العنكبوت
قال تعالى * مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا *سورة الاسراء
قال تعالى * رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * سورة النساء
قال تعالى *: كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * سورة الملك
قال تعالى: وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * سورة الزمر
قال تعالى * ياحسرة على العباد ما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون * ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون أنهم إليهم لا يرجعون * وإن كل لما جميع لدينا محضرون * سورة يسين
قال تعالى *وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين * فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون * سورة الشعراء
والآيات كثيرة جدا التي تؤكد على حقيقة يتغافل عنها الناس كثيرا ، أن الله تعالى يميز الخبيث من الطيب ببعثة مبعوثه ، وبمجرد بعثته ينقسم الناس الى فئتين فئة مؤمنة به وفئة كافرة به ، هذه سنة الله تعالى التي لن تتبدل ولن تتغير …فالإيمان صدق واخلاص وبحث دقيق في حقيقة ما يدعوا إليه هذا المبعوث الإلهي ، وليس مجرد ذلك الإيمان الأجوف بأن نبحث عن إسم ذكر في الكتاب أم لا ؟
فمبعوث الله تعالى يذكر بصفاته و أعماله التي توكل إليه من الله تعالى ..
فمثلا جاء في الكتاب المقدس أن النبي الموعود يكون * من بين إخوتهم * ففهم اليهود جحودا أن المقصود من * من بين إخوتهم * أي من بين بني اسرائيل أنفسهم * ولكن الحق أن اخوة بني اسرائيل هم بنو اسماعيل ..
كما ورد عن النبي الموعود * أني أجعل كلامي في فمه ، فيتكلم بإسمي * والحق أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء متكلما بقوله * بسم الله الرحمن الرحيم * ومع ذلك جحد اليهود ذلك وأعرضوا عن الإيمان به لخبث سريرتهم ..
ولكل من يبحث عن آية صريحة تذكر الأمام المهدي بالإسم ، نسأله أولا :
هل الناس تختلف في الآيات الواضحة أم الآيات المتشابهة ؟
الحق أن الآية الواضحة لا يختلف عليها اثنان ، لذلك فادعاؤهم أنه كان يجب ذكر الإمام المهدي في آية واضحة باطل بداهة ، لأن ذكره بتلك الطريقة يضيع الغاية من بعثته / ليميز الخبيث من الطيب / فما قيمة أن يبعث شخص من الله تعالى فيؤمن الناس به جميعا بطريقة الجائية بحيث لا يعارضه أحد ؟، الحق أن ذلك يخالف سنة الله التي أقرها في كتابه العزيز وبعث بها جميع أنبيائه ورسله عليهم السلام …
قال تعالى * وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا من المجرمين وكفى بربك هاديا ونصيرا * سورة الفرقان
قال تعالى *وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون* سورة الانعام
ومع ذلك ورد في القرآن الكريم آيات قرآنية تبشر ببعثة شاهد يتلوا الرسول صلى الله عليه وسلم ومصدق يأتي مصدقا له صلى الله عليه وسلم…
قال تعالى * أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة أولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الأحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون * سورة هود
قال تعالى *وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وابراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا * ليسأل الصادقين عن صدقهم وأعد للكافرين عذابا أليما *سورة الأحزاب
قال تعالى *وإذ أخذ الله ميثاق النبين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين *فمن تولى بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون * سورة آل عمران

وعموم الأمة تنتظر ظهور الإمام المهدي في آخر الزمان شاهدا ومصدقا للرسول صلى الله عليه وسلم كما يدعم ذلك الأحاديث النبوية الشريفة فإذا توافر ما يلي :
1- آيات قرآنية تؤكد على بعثة شاهد ومصدق للرسول صلى الله عليه وسسلم من الأمة الاسلامية تابعا له بنص القرءان الكريم .
2- أحاديث نبوية شريفة عديدة متواترة ومروية عن عشرات الصحابة رضي الله عنهم تؤكد ظهور الإمام المهدي و نزول المسيح في آخر الزمان .
3- انتظار عموم الأمة لظهور الإمام المهدي تابعا للرسول صلى الله عليه حكما عدلا وإماما مقسطا
4- انتظار عموم الأمة نزول المسيح في الأمة الإسلامية في آخر الزمان
5- اسهاب العلماء على اختلاف مدارسهم قديما وحديثا في ذكر ظهور الإمام المهدي و نزول المسيح في آخر الزمان في كتبهم العديدة ..
فهل بعد توافر كل هذه الأمور التي يعاضد بعضها بعضا ، يلجأ عاقل الى البحث عن أمر يخالف سنن الله تعالى في الذين خلوا من قبل ؟ فيشترط ذكر هذا المبعوث بإسمه في القرآن الكريم تحقيقا لفهمه الخاطيء الذي لا يجوز؟؟؟
قال تعالى * سنة الله التي قد خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا * سورة ص
قال تعالى *سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا * سورة الاحزاب
قال تعالى * اسْتِكْبَارًا فِي الأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّةَ الأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا * سورة فاطر

فلا تعجلوا في الحكم وتريثوا…فسنة الله تعالى لن تتبدل ولن تتغيرأبدا ..

والصلاة والسلام على رسولنا المصطفى خاتم الأنبياء والمرسلين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..