انا و الدجال

من طرف **علي رحمة** الجمعة فبراير 10, 2012 7:16 am

أنا والدجال

لقد حدث ما كنت أخشاه، ونحن فى آخر الزمان، قد خرج الدجال، لم يترك موطأ قدم إلا أتى عليه إلا مكة والمدينة. جاء الدجال إلى بلدتنا، فزع الناس من شكله، أعور مكتوب بين عينه كافر.وقف الناس فى شرفات المنازل ينظرون إليه فى خوف شديد، وانطلقت مكبرات الصوت من المساجد لتتلوا عليه الآيات العشرة الأولى من سورة الكهف، وتجمع الناس فى المساجد وفى الزوايا يدعون الله أن يُنزل المسيح حتى يقتل الدجال.
انتابني شيء من الخوف أنا أيضا، ولكنني استجمعت كل قوتي وشجاعتي وقررت أن أواجه الدجال . خرجت إلى الطريق ووقفت أرقب الدجال.
ثم مر الدجال من الطريق الذي أنا واقف به، نظر إلىّ وابتسم وقال أتعرف من أنا؟
قلت له: أنت الدجال الذي حذرنا منه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
قال: لا، بل أنا ربك.
قلت له: بل أنت الأعور الدجال المذكور فى الأحاديث.
قال: أتحب أن ترى آية؟
فقلت له: أرني آياتك.
فقال لي: إني آمر السماء فتسقط مطرها.
( يقول النبي صلى الله عليه وسلم وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أنْ يَأْمُرَ السَّمَاءَ أَنْ تُمْطِرَ فَتُمْطِرَ – سنن ابن ماجه)
فابتسمت وقلت له: نحن نستطيع أن نأمر السماء فتسقط مطرها أيضا، وذلك عن طريق المطر الصناعي.
سكت لثواني، ثم قال: إني آمر الأرض فتخرج نباتها.
(يقول النبي صلى الله عليه وسلم وَيَأْمُرَ الأَرْضَ أَنْ تُنْبِتَ فَتُنْبِتَ – سنن ابن ماجه)
فابتسمت وقلت له: نحن أيضا نأمر الأرض فتخرج نباتها، ونستطيع أن ننتج فاكهة الصيف فى الشتاء وفاكهة الشتاء فى الصيف.
سكت للمرة الثانية، ثم قال: تعالَ معي أُريك حمارا أقمر طول كل أذن من أذنيه ثلاثون ذراعا. وهذا الحمار من مخلوقاتي. أرأيت حماراً مثل هذا من قبل؟
( يقول النبي صلى الله عليه وسلم تحته حمار أقمر، طول كل أذن من أذنيه ثلاثون ذراعا، ما بين حافر حماره إلى الحافر الآخر مسيرة يوم وليلة، تطوى له الأرض منهلا، يتناول السحاب بيمينه، ويسبق الشمس إلى مغيبها –كنز العمال)
ولحسن الحظ أن طائرة قد مرت من فوقنا، فقلت له: انظر هل رأيت طائراً أقمر عملاقا مثل هذا من قبل؟
ارتسم الغضب على وجه الدجال، وارتسمت الابتسامة على وجهي.
قال الدجال بانفعال: الآن آتيك بآية لن تستطع رفضها.
قلت: وما هي؟
قال: سوف أخرج لك جدك من قبره.
(يقول النبي صلى الله عليه وسلم وَإِنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ شَيَاطِينَ يَتَمَثَّلُونَ عَلَى صُورَةِ النَّاسِ، فَيَأْتِي الأَعْرَابِيَّ، فَيَقُولُ: أَرَأَيْتَ إِنْ بَعَثْتُ لَكَ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، أَتَشْهَدُ أَنِّي رَبُّكَ؟- سنن ابن ماجه)
قلت له: أنا أيضا أستطيع أن أُخرج جدي من قبره.
بُهت الدجال وقال كيف ذاك؟
فأخرجت له بعض الأشرطة الممغنطة ( أشرطة أفلام السينما) وقلت له الآن أريك جدي بالصوت والصورة.
صُعق الدجال من هول ما رأى، فقلت له: هل معك آيات أخرى؟
قال: نعم إني آتيك بشاب ثم أضربه بالسيف فأقطعه ثم أدعوه فيقبل يتهلل وجهه يضحك.
( يقول النبي صلى الله عليه وسلم ثُمَّ يَدْعُو رَجُلًا مُمْتَلِئًا شَبَابًا فَيَضْرِبُهُ بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جَزْلَتَيْنِ رَمْيَةَ الْغَرَضِ ثُمَّ يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ وَيَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ يَضْحَكُ – صحيح مسلم)
قلت له: نحن أيضا نفعل ذلك، وأخرجتُ له شريطاً آخر لعملية جراحية لشاب كان مريضا بورم فى المخ، ودخل إلى حجرة العمليات وجاء الأطباء وشقوا الجمجمة نصفين ثم استأصلوا الورم ثم أعادوا الجمجمة إلى وضعها الطبيعي، وفى الآخر خرج الشاب يتهلل وجهه يضحك.
فقال الدجال: أرأيت لو أنى أخرجت لك كنوز الأرض فتبعتني أينما أذهب، أتؤمن بى؟
( يقول النبي صلى الله عليه وسلم وَيَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا أَخْرِجِي كُنُوزَكِ فَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ- صحيح مسلم )
فقلت له: يا مسكين لقد اُستخرجت كنوز الأرض منذ زمن، انظر إلى أنابيب النفط والغاز، انظر إلى الناقلات العملاقة التي تنقل الحديد والفوسفات والمنجنيز واليورانيوم إلى بلاد الغرب، ما الذي سوف تستخرجه من كنوز الأرض ولم يُستخرج بعد؟
تمزق الدجال غيظا وقال: حذار أن تعصيني فإن معي جنة ونار، إن عصيتني تهلك زروعكم وأنعامكم.
( يقول النبي صلى الله عليه وسلم فَيَمُرُّ بِالْحَيِّ مِنَ الْعَرَبِ فَيُكَذِّبُونَهُ، وَلا يَبْقَى لَهُمْ سَائِمَةٌ إِلا هَلَكَتْ – سنن ابن ماجه)
قلت له: أنت لست أول من يحاصر العرب، أتعرف أمريكا؟
قال الدجال: نعم
قلت له: عندما تمرد عليها العراق حاصرته وكذلك ليبيا والسودان وإيران وسوريا واحتلت فلسطين عن طريق إسرائيل واحتلت الخليج وأفغانستان واشترت ولاء باكستان واعتدت على الصومال.
فأُسقط فى يد الدجال، واعترف أنه لا يملك أي جديد.

هاني الزهيري